الإنجيل اليومي

عيد مار يوحنّا مارون المعترف

موقع Allah Mahabba  عيد مار يوحنّا مارون المعترف

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 1: 21 – 30

يا إخوَتِي، فَٱلحَياةُ لي هِيَ المَسِيح، والمَوْتُ رِبْحٌ لِي.

ولكِنْ، إِذا كانَتِ الحَيَاةُ في الجَسَدِ تُهِيِّئُ لِي عَمَلاً مُثْمِرًا، فلا أَدْرِي مَاذَا أَخْتَار.

والأَمْرَانِ يتَجَاذَبَانِنِي: أَشْتَهِي أَنْ أَرْحَلَ وأَكُونَ مَعَ المَسِيح، وهذَا أَفْضَلُ بِكَثِير.

لكِنَّ بَقائِي في الجَسَدِ أَشَدُّ ضَرُورَةً مِنْ أَجْلِكُم.

وبِهذهِ الثِّقَةِ أَعْلَمُ أَنِّي سَأَبْقى وأُقِيمُ مَعَكُم جَمِيعًا، مِن أَجْلِ تَقَدُّمِكُم وفَرَحِكُم في الإِيْمَان،

لِكَي يَزدَادَ ٱفْتِخَارُكُم بي في المَسِيحِ يَسُوع، عِنْدَ مَجِيئِي إِلَيْكُم مَرَّةً أُخْرَى.

فَسِيرُوا إِذًا سِيرَةً جَدِيرَةً بإِنْجِيلِ المَسِيح، حَتَّى إِذَا جِئْتُ ورَأَيْتُكُم، أَو كُنْتُ غائِبًا أَسْمَعُ عَنْكُم أَنَّكُم ثَابِتُونَ في رُوحٍ واحِد، مُنَاضِلِينَ معًا بِنَفْسٍ واحِدَةٍ في سَبيلِ الإِيْمَانِ بِالإِنْجِيل.

لا تَخَافُوا في شَيءٍ مِنَ الَّذِينَ يُقَاوِمُونَكُم: إِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ لَهُم عَلى هَلاكِهِم، ولَكُم على خَلاصِكُم. وذَلِكَ هُوَ مِنَ الله.

فقَدْ وُهِبَ لَكُم مِن أَجْلِ المَسِيح، لا أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا مِنْ أَجْلِهِ،

مُجَاهِدِينَ الجِهَادَ عَيْنَهُ الَّذي رأَيْتُمُوهُ فِيَّ، وتَسْمَعُونَ الآنَ أَنِّي لا أَزَالُ أُجاهِدُهُ.

إنجيل القدّيس متّى 5: 13 – 17

قالَ الربُّ يَسوع: «أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس.

أَنْتُم نُورُ العَالَم. لا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى جَبَل.

ولا يُوْقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلى المَنَارَة، فَيُضِيءُ لِكُلِّ مَنْ في البَيْت.

هكَذَا فَلْيُضِئْ نُورُكُم أَمَامَ النَّاس، لِيَرَوا أَعْمَالَكُمُ ٱلصَّالِحَة، ويُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذي في السَّمَاوات.

لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ التَّوْرَاةَ أَوِ الأَنْبِياء. مَا جِئْتُ لأُبْطِل، بَلْ لأُكَمِّل.

التأمّل

أَنتُم نورُ العالَم

في كُلِّ مَرَّةٍ نَرجِعُ إِلى الإِنجيلِ المـُقَدَّس وَإِلى تَعليمِ الرَّبَّ يَسوع، نَكتَشِفُ مِن خِلالِهِ وَجهَي إِنسانِيَّتِنا التُّرابيّ وَالرُّوحيّ، الأَوَّلُ يُبرِزُ ارتِباطَنا الوَثيقِ بِالعالَم، وَبِهِ نَختَبِرُ الأَهواءَ وَالخَطيئَةَ، أَمَّا في الثَّاني بَعدَ انقِيادِنا لِروحِ اللهِ القُدُّوس نَكتَشِفُ هُوِيَّتَنا كَأَبناءٍ لله، وَمَكانَتَنا في هذا العالَم، لا لِنَكونَ تُرابِيّينَ، بَل لِيُستَنارَ التُّرابُ الَّذي فينا فَيُصبِحَ مادَّةً مُمَجَّدَةً، مُطَعَّمَةً بِالنِّعمَةِ الإِلَهِيَّة. إِذًا، مِن جِهَةٍ يُحَذِّرُنا الرَّبُّ مِن خُبثِ قَلبِ الإِنسان، وَمِن جِهَةٍ أُخرى يَقولُ لَنا ما باستِطاعَتِنا أَن نَكونَ مَعَهُ. يَرى البَعضُ بِكَلامِ يَسوع، مُبالَغَةً زائِدَةً، فيما مَلحوظٌ وَواضِحٌ الواقِعِيَّة الَّتي عاشَها الرَّبّ، وَعَلَيها زَرَعَ فينا بزرَ النِّعمَة لِنَصبوَ إِلى المـَلَكوت، لِئَلَّا نَبقى في مَطاميرِ التُراب، بَل لِنَكونَ نورانِيّينَ، وَذَلِكَ عَن طَريقِ اتِّباعِنا وَاقتِدائِنا بِهِ. مِن خِلالِ قَولِهِ فينا: “أَنتُم نورُ العالَم”، يُسَلِّطُ الضَّوءَ على قُوَّة وَإِمكانِيَّةِ الخَيرِ الَّذي بِمـَقدورِنا أَن نُحَقِّقَهُ في العالَم، يَكفي أَن يُضيءَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا سِراجاً في عَتمَةِ لَيلِهِ فَيُساهِم بإِستِنارَةِ العالَمِ كُلِّهِ.

يَا بُنَيَّ، لا تَكُن مِمَّن يَنظُرونَ إِلى أَنفُسِهِم، بِشَكلٍ يَتَوَقَّفونَ فيهِ عِندَ كُلِّ ضُعفٍ وَسَقطَةٍ وَرَذيلَةٍ، وَهذا أَمرٌ جَيِّدٌ لِحَياتِكَ الرُّوحِيَّة، وَلَكِن عَلى نَظرَتِكَ أَن تَكونَ مُنطَلِقَةً مِن نَظرَتي إِلَيكَ، فَأَنا أَرى فيكَ نورًا، مَأخوذٌ مِن نوري، وَبِالتَّالي أَنتَ تَستَطيعُ أَن تُنيرَ العالَم، فَلِما تَدَعُ العالَم يَجتاحُكَ بِظَلامِهِ؟! لِكَي تَكونَ نورًا لِلعالَم، لا يَستَدعي مِنكَ الأَمرُ أَن تَكونَ مَشهورًا، وَلا أَن تَستَخدِمَ الإِعلامَ وَالإِعلانَ لِتُشَهِّرَ صَلاحَ اللهِ الَّذي فيكَ، وَالخَيرَ الَّذي تَقومُ بِهِ، يَكفيكَ أَمرًا واحِداً، أَن تَكونَ ثابِتٌ فِيَّ، مُتَعَلِّقٌ بِمَحَبَّتي، وَمُنصِتٌ لِروحي القُدُّوس، عِندَئِذٍ تُقَوِّمُ مَسارَكَ، فَتُصبِحَ إِنجيلًا مَفتوحاً في وَسَطِ بيئَتِكَ، كَما الشَّمعَةُ في وَسَطِ العَتمَة، فَيُشارُ إِلَيك انطِلاقًا مِن هُوِيَّتِكَ المـُؤَلَّهَة، وَلَيسَ مِن طَبيعَتِكَ التُّرابِيَّة. لِكَي تَتَأَكَّدَ مِمَّا أَقولُهُ لَكَ، يَكفيكَ أَن تَرجِعَ إِلى القِدّيسينَ الَّذينَ تَبِعوني، فَها أَنتَ تَراهُمُ اليَومَ كَالنَّيِّراتِ المـُشِعَّةِ في وَسطِ عَتمَةِ هذا العالَم. هُم لَبُّوا دَعوَتي، وَآمَنوا أَنَّهُم بِاستِطاعَتِهِم بِقُوَّةِ نِعمَتي العامِلَةِ فيهِم أَن يَكونوا نورًا في العالَم فَصاروا ما آمَنوا بِهِ، لِأَنَّهُم اقتَدوا بي وَكانوا مِثلَ الفَتيلِ الَّذي قَبِلَ نارَ مَحَبَّتي الوَضّاءَة.

في قَولِ الرَّبّ يَسوع على جَبَلِ التَّطويبات، أَنتُم نورُ العالَم، قَد أَعادَ إِلى أَذهانِ سامِعيهِ مَفهومَ نورَ إِسرائيل وَدَعوَتِهِ بَينَ سائِرِ الأُمَم، الَّذي أَتى على ذِكرِهِ النَّبِيُّ أَشَعيا في سِفرِهِ المـُقَدَّس. كما أَنَّ النُّورَ فائِدَتَهُ تَعودُ لِمُستَخِدِمِهِ عَلى مُستَوَياتٍ ثَلاث: الضَّوء، وَالحَرارَة وَأَيضًا النَّار، هَكَذا على المـُؤمِن بِالمَـسيحِ عَلى مُستَوَياتِ كِيانِهِ الثَّلاث: الجَسَد، النَّفسَ وَالرُّوح، أَن يَكونَ بِكُلِّيَّتِهِ مَحَبَّةً، فَيَستَطيعَ أَن يَكونَ في الخَيرِ الأَسمى، الَّذي يَعني ثَباتَهُ بِشَخصِ المـَسيحِ، وَهَكَذا يَستَطيعُ أَيضًا أَن يُساهِم بِمُساعَدَةِ الآخَرين، عَن طَريقِ مِثالِهِ المـَأخوذِ مِن اتِّباعِهِ للرَّبّ فَيَتَعَلَّمَ مِنه النَّاسُ، كُلّ خُلُقِيَّةٍ صالِحَة، وَسُلوكٍ جَيِّد، وَفَضيلَةٍ روحِيَّة. تَنَبَّه، إِنَّ الرَّبَّ يَدعوكَ لِتَكونَ نورًا بِالمـَحَبَّة، لا ظَلاماً.

رَبّي يَسوع، أَنتَ النُّورُ الَّذي اجتَذَبتَني إِلَيكَ، بِحَرارَةِ وَدِفئِ حَنانِكَ وَمَحَبَّتِكَ، وَبِضَوءِ حَقِكَ أَنَرتَ بَصيرَتي، فَكُنتَ النَّارُ الَّتي أَشعَلَت قَلبي بِقُوَّةِ الحَياةِ لِئَلَّا أَحيا مِن بَعدُ لِذاتي، بَل لِأَكونَ بِكُلِّيَّتي لَكَ وَأَنا في خِدمَةِ الآخَرينَ. أَرجوكَ رَبّي، هَبني نِعمَةَ الثَّباتِ فيكَ، لِكَي تَظهَرَ أَنوارُكَ مِن خِلال شَهادَةِ حَياةٍ صالِحَةٍ وَصادِقَةٍ وَأَمينَة، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!