الإنجيل اليومي

أحد الأبرار والصدّيقين

موقع Allah Mahabba   أحد الأبرار والصدّيقين

سفر الحكمة 5: 1. 3 – 6. 8. 15 – 16

حينَئِذٍ يَقومُ البارُّ بِجُرأَةٍ عَظيمة في وُجوهِ الَّذينَ ضايَقوه واحتَقَروا أَتْعابَه.

فيَقولُ بَعضُهم لِبَعضٍ نادِمين ونائحينَ مِن ضيقِ صُدورِهم:

«هُوَذا الَّذي كُنَّا حينًا نَجعَلُه ضُحكَةً ومَوضوعَ تَهَكُّمٍ نَحنُ الأَغْبِياء! لقَد حَسِبْنا حياتَه جُنونًا وآخِرَتَه عارًا.

فكَيفَ أَصبَحَ في عِدادِ بَني الله وصارَ نَصيبُه مع القِدِّيسين؟

لقَد ضَلَلْنا عن طَريقِ الحَقّ ولم يُضِئْ لَنا نورُ البِرّ .

فماذا نَفَعَتْنا الكِبْرِياء؟ وماذا أَفادَنا الغِنى الَّذي كُنَّا نَفتَخِرُ بِه؟

أَمَّا الأَبْرارُ فسيَحيَونَ لِلأَبَد وعِندَ الرَّبِّ ثَوابُهم ولَهم عِنايةٌ مِن لَدُنِ العَلِيّ.

فلِذٰلكَ سيَنالونَ إِكْليلَ البَهاء وتاجَ الجَمالِ مِن يَدِ الرَّبّ لِأَنَّه بِيَمينِه يَحْميهِم وبِذِراعِه يَستُرُهم.

الرسالة إلى العبرانيّين 12: 18 – 24

يا إخوَتِي، إِنَّكُم لَمْ تَقْتَرِبُوا إِلى جَبَلٍ مَلْمُوس، ونارٍ مُتَّقِدَة، وضَبَابٍ وظَلامٍ وزَوبَعَة،

وهُتَافِ بُوق، وصَوتِ كَلِمَاتٍ طَلَبَ الَّذِينَ سَمِعُوهَا أَلاَّ يُزَادُوا مِنهَا كَلِمَة؛

لأَنَّهُم لَمْ يُطِيقُوا تَحَمُّلَ هذَا الأَمْر: «ولَو أَنَّ بَهِيمَةً مَسَّتِ الجَبَلَ تُرْجَم!».

وكانَ المَنْظَرُ رَهِيبًا حَتَّى إِنَّ مُوسَى قال: «إِنِّي خَائِفٌ ومُرْتَعِد!».

بَلِ ٱقْتَرَبْتُم إِلى جَبَلِ صِهْيُون، وإِلى مَدِينَةِ اللهِ الحَيّ، أُورَشَلِيمَ السَّماوِيَّة، وإِلى عَشَرَاتِ الأُلُوفِ منَ المَلائِكَة، وإِلى عِيدٍ حَافِل،

وإِلى كَنِيسَةِ الأَبْكَارِ المَكْتُوبِينَ في السَّمَاوَات، وإِلى اللهِ ديَّانِ الجَمِيع، وإِلى أَرْواحِ الأَبْرَارِ الَّذِينَ بَلَغُوا الكَمَال،

وإِلى وَسِيطِ العَهْدِ الجَدِيد، يَسُوع، وإِلى دَمِ رَشٍّ يَنْطِقُ بكَلاَمٍ أَفْضَلَ مِنْ دَمِ هَابِيل!

إنجيل القدّيس متّى 25: 31 – 46

قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ، وجَمِيعُ المَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ على عَرْشِ مَجْدِهِ.

وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعْض، كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الخِرَافَ مِنَ الجِدَاء.

ويُقِيمُ الخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالجِدَاءَ عَنْ شِمَالِهِ.

حِينَئِذٍ يَقُولُ المَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛

لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني،

وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ.

حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاك، أَو عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاك؟

ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَريبًا فَآوَيْنَاك، أَو عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاك؟

ومَتَى رَأَيْنَاكَ مَريضًا أَو مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْك؟

فَيُجِيبُ المَلِكُ ويَقُولُ لَهُم: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه!

ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمَالِهِ: إِذْهَبُوا عَنِّي، يَا مَلاعِين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ؛

لأَنِّي جُعْتُ فَمَا أَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَمَا سَقَيْتُمُوني،

وكُنْتُ غَريبًا فَمَا آوَيْتُمُونِي، وعُرْيَانًا فَمَا كَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا ومَحْبُوسًا فَمَا زُرْتُمُونِي!

حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هؤُلاءِ أَيْضًا قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جاَئِعًا أَوْ عَطْشَانَ أَوْ غَرِيبًا أَو مَريضًا أَو مَحْبُوسًا ومَا خَدَمْنَاك؟

حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قِائِلاً: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه.

ويَذْهَبُ هؤُلاءِ إِلى العَذَابِ الأَبَدِيّ، والأَبْرَارُ إِلى الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة».

التأمّل

تَعالَوا، يا مُبارَكي أَبي، رِثوا المـَلَكوت

مِن مُمَيِّزاتِ إِنجيلِ القِدّيسِ مَتَّى أَنَّهُ يُعطي مَكانَةً للشَّريعَةِ المـوسَوِيّة، وَيَمضي في عِظاتِهِ الخَمس حَولَ المـَلَكوت مِنَ البُعدِ النَّظَريّ إِلى البُعدِ العَمَليّ، حَيثُ يَختُمُ تَعليمَهُ في خُلاصَةِ الشَّريعَة الَّتي تُوجِب بِمَحَبَّةِ الله وَمَحَبَّةِ القَريب، وَهُنا يُظَهِّرُ مُفتاحَ هذا الحُبّ، هوَ المـَسيحُ نَفسَهُ الَّذي تَعاضَدَ مَعَ الإِنسانِيَّةِ الفَقيرَة وَالمـَريضَة وَالمـُهَمَّشَة، فَصارَ وإِيَّاها واحِدًا بِقَولِهِ: “كُنتُ مَريضًا،…”. الشُّرعَةُ الجَديدَة الَّتي تَهدِف إِلى الطُّوبى تُعطى لِمَن يَعيشُ المـَحَبَّة تُجاهَ اللهِ وَالقَريب، وَهُؤلاء هُم المـُبارَكين مِنَ الآبِ السَّماويّ، وَهُم وَرَثَةُ المـَسيحِ المـُنتَصِر وَالقائِم مِن بَينِ الأَموات. لَقَد أَوضَحَ يَسوعُ مَفهومَ البَرَكَة وَصَحَّحَهُ فَلَم يَعُد يَعني الأَغنِياءَ كَالمـُلوكِ، بَل الفُقَراءَ وَالمـُصابينَ بِالعاهاتِ مِثلَ أَيُّوب وَلَعازَر. أَصبَحَ تَجَلّي بَرَكَة اللهِ مَنوطًا بِمَن يَقومُ بِأَعمالِ الرَّحمَةِ وَيَسعى للسَّلام، فَمِن جِهَةٍ يَعيشُ هُوِيَّةَ ابنِ الله، وَمِن جِهَةٍ أُخرى يَكونُ بِمَثابَةِ مَلاكِ سَلام لِكُلِّ مَن يَلتَقيهِم، فَيُبَشِّرُهُم بِأَعمالِهِ عَن عَظَمَةِ مَحَبَّةِ الله لَهُم، إِذ يَرأَف وَيَحنو وَيَعطِف… .

يَا بُنَيَّ، أَنتَ الَّذي دائِمًا تَلتَمِسُ البَرَكَةَ مِنِّي وَالرِّضى، وَأَنتَ المـَحبوبُ مِنِّي دائِمًا، إِيمانُكَ بي، يَجعَلُكَ تَعيشُ وَفقًا لِمَثَلي، فَلَن تَقبَل أَن تَكونَ خارِجَ المـَحَبَّة، وَلَن تَرض إِلّا أَن تَكونَ كُلُّ أَقوالِكَ وَأَفعالِكَ وَأَعمالِكَ مَربوطَةً بِشَخصي، فَالقَريبُ هوَ في الحَقيقَةِ جِزءٌ مِنكَ وَمِنِّي وَبِالتَّالي لَيسَ بِاستِطاعَتِكَ أَن تَعيشَ بِمُفرَدِكَ وَلِوَحدِكَ وَلِذاتِكَ، فَأَنتَ لِتَكونَ بِحاجَةٍ دائِمًا للآخَر، كَما هوَ بِحاجَةٍ إِلَيكَ، وَأَنا مَن يَكونُ الوَسيطُ وَالوَحدَة فيما بَينَكُما. كُلّ ما تُريدُ أَن يُفعَلَ لَكَ، وَأَنتَ تَفعَلَهُ للآخَرين، تَكونُ قَد حَفِظتَ تَعليمي وَأَيضًا تَكونُ قَد عَمِلتَهُ لي أَيضًا وَإن لَم تَكُن مُصَوَّب النِّيَّةِ بِشَكلٍ مُستَقيمٍ وَواضِح. لِكُلِّ عَمَلٍ في الحَياةِ نَتيجَة، وَمَعي تَغدو نِهائِيَّة أَي أَبَدِيَّة، وَذَلِكَ لأَنَّ مَعناها فِيَّ يَكتَمِل. كُلُّ عَمَلٍ خارِجَ المـحَبَّةِ سُرعانَ ما يَزبُلُ وَيَسقُط، وَكُلُّ عَمَلٍ في المـَحَبَّة تَجني مِنهُ ثِمارَ سَلامٍ وَفَرَحٍ وَعَزاء. في كُلِّ مَرَّةٍ تَصنَعُ الرَّحمَةَ لِأَحَدِ إِخوَتي الصّغار، تَكونُ قَد أَنصَتَّ لِصَوتِ الرُّوحِ القُدُسِ فيكَ، وَبالتَّالي تَكونُ قَد تَقَدَّمتَ خُطوَةً نَحوي. إِبق لِصَوتي سَميعًا وَمُجيبًا، إِذ أَقولُ لَكَ دائِمًا تَعالَ وَأَنتَ تَقومُ بِأَعمالِ الرَّحمَة، فَبِها تَستَحِقُ ميراثَ مَلَكوتي.

في نَصّ الدَّينونَةِ العُظمى الَّتي فيها تَظهَرُ واضِحَةً وَصِيَّةُ مَحَبَّةِ الله عَن طَريقِ مَحَبَّةِ القَريب، يُعالَجُ أَيضًا مَوضوع عَدالَة الله وَرَحمَتَهُ مَعَ الإِنسان. في هذا الصَّدَد نَكتَشِفُ أَنَّ اللهَ يَحتَرِمُ المـَقاييسَ الَّتي نَضَعُها نَحنُ، وَأَيضًا بِعَدالَتِهِ وَرَحمَتِهِ في الآنِ مَعًا هوَ لا يَطلُبُ مِنَّا ما لَيسَ بِمَقدورِنا صُنعَهُ. المِقياسُ الَّذي غالِبًا ما نَعتَمِدُهُ هوَ مَحَبَّةُ الذَّات، كُلُّ شَيءٍ لا يَرتَضيهِ الإِنسانُ لِذاتِهِ عَلَيهِ أَلَّا يَفعَلَهُ للقَريب، وَالّذي يُريدُهُ عَلَيهِ أَن يَبدَأَ بِهِ مَعَ القَريب. مِن هُنا نُصبِح مُلزَمونَ بِعَيشِ الرَّحمَةِ وَالمـَحَبَّة تُجاهَ بَعضِنا، فَالرَّحمَةُ دائِماً تَستَخِفُّ بِالدَّينونَة. هَكذا يُصبِحُ ميراثَ الإِبن هوَ عَيشُ الرَّحمَةِ، وَالرِّسالَةُ الَّتي يُريدُ إِيصالَها لَنا، تَعني أَن نَرحَمَ وَنُحِبَّ لا خَوفًا مِنَ العِقاب، بَل انطِلاقًا مِنَ مَبدَأ العَدالَةِ الَّذي نَحنُ نَعتَمِدُهُ لَنا.

رَبّي يَسوع، يا مَن دَعَوتَني لِأُقبِل إِلَيكَ بِتَعَبي وَثِقلي، وَدَعَوتَني أَيضًا لِأُقبِلَ إِلَيكَ بِأَعمالِ الرَّحمَةِ وَالمـَحَبَّة. أَلَستُ أَنا مَن طَالَبتُكَ أَن أَكونَ مَحبوبًا مِنَ النَّاسِ؟ وَأَنتَ تُريدُني أَن أُحِبَّ مِثلَما أُريدُ أَن أُحَبَّ لِأَنَّ المـَحَبَّة عَطاءٌ لا أَخذ؟ لِذَلِكَ يا إِلَهي أَرجوكَ ثَبِّتني فيكَ لِأَستَطيعَ القِيامَ بِما تُريدُهُ مِنّي وَفقًا لِرَحمَتِكَ وَعَدالَتِكَ النَّزيهَةَ الصادِقَة، آمين.  

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!