الإنجيل اليومي

الأربعاء من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين

موقع Allah Mahabba   الأربعاء من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس 2: 14 – 26

يا إخوَتِي، ذَكِّرْهُم بِذلِك ونَاشِدْهُم في حَضْرَةِ الله أَنْ يَتَجَنَّبُوا المُمَاحَكاتِ الَّتي لا نَفْعَ مِنْهَا، والتي تَهْدِمُ السَّامِعِين.

إِجْتَهِدْ أَنْ تُقَرِّبَ نَفْسَكَ إِنْسَانًا مَقْبُولاً لله، وعامِلاً لا يَسْتَحْيِي بِعَمَلِهِ، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الحَقِّ بِٱسْتِقَامَة.

أَمَّا الكَلامُ الفارِغُ التَّافِهُ فَٱجْتَنِبْهُ، لأَنَّهُ يَزِيدُ أَصْحَابَهُ كُفْرًا،

وكَلامُهُم يَتَفَشَّى كالآكِلَة، ومِنهُم هُومَنَايُوس وفِيلاتُوس،

اللَّذَانِ زَاغَا عَنِ الحَقّ، زِاعِمَينِ أَنَّ القِيَامَةَ قَدْ تَمَّتْ، وهُمَا يَقْلِبَانِ إِيْمَانَ بَعْضِ النَّاس.

إِلاَّ أَنَّ الأَسَاسَ المَتِينَ الَّذي وَضَعَهُ اللهُ يَبْقَى ثَابِتًا، وعَلَيهِ هذا الخَتْم: «إِنَّ الرَّبَّ يَعْرِفُ الَّذِينَ لَهُ»، «ولْيَتَجَنَّبِ الشَّرَّ كُلُّ مَنْ يَذْكُرُ ٱسْمَ الرَّبّ».

في بَيتٍ كَبير، لا تَكُونُ الآنِيَةُ كُلُّهَا مِنْ ذَهَبٍ وفِضَّة، بَلْ أَيْضًا مِنْ خَشَبٍ وخَزَف، بَعْضُهَا لِلكَرَامَةِ وبَعضُهَا لِلهَوَان.

فَإِنْ طَهَّرَ أَحَدٌ نَفْسَهُ مِنْ تِلْكَ الشُّرُور، يَكُونُ إِنَاءً لِلكَرَامَةِ مُقَدَّسًا نَافِعًا لِلسَّيِّد، مُعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح.

أَمَّا شَهَوَاتُ الشَّبَابِ فَٱهْرُبْ مِنهَا، وَٱتْبَعِ البِرَّ والإِيْمَانَ والمَحَبَّةَ والسَّلام، مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ بِقَلْبٍ طَاهِر.

وَٱرْفُضِ ٱلمُجادَلاتِ الغَبِيَّةَ والسَّخِيفَة، فأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا تُوَلِّدُ المُشَاجَرَات.

ولا يَجُوزُ لِخَادِمِ الرَّبِّ أَنْ يُشَاجِر، بَلْ أَنْ يَكُونَ لَطِيفًا معَ الْجَمِيع، قَادِرًا على التَّعْلِيم، صَابِرًا على المَشَقَّات،

وَدِيعًا في تَأْدِيبِ المُخَالِفِين، لَعَلَّ اللهَ يَمْنَحُهُم التَّوبَةَ لِمَعرِفَةِ الحَقّ،

فيَسْتَفِيقُوا مِن فَخِّ إِبْلِيس، وقَدِ ٱصْطَادَهُم رَهْنًا لِمَشِيئَتِهِ.

إنجيل القدّيس متّى 20: 20 – 28

دَنَتْ مِنهُ أُمُّ يَعْقُوبَ ويُوحَنَّا ٱبْنَي زَبَدَى، وهُمَا مَعَهَا، وسَجَدَتْ لَهُ تَلْتَمِسُ مِنْهُ حَاجَة.

فقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِين؟». قَالَتْ لَهُ: «مُرْ أَنْ يَجْلِسَ ٱبْنَايَ هذَانِ في مَلَكُوتِكَ، واحِدٌ عَنْ يَمِيْنِكَ ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ».

فأَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان. هَلْ تَسْتَطِيْعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي سَأَشْرَبُها أَنَا؟». قَالا لَهُ: «نَسْتَطِيْع!».

فقَالَ لَهُمَا: «نَعَم، سَتَشْرَبَانِ كَأْسِي. أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِيْنِي وعَنْ يَسَارِي، فَلَيْسَ لي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَعَدَّهُ لَهُم أَبي».

ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، ٱغْتَاظُوا مِنَ الأَخَوَين.

فَدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَال: «تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم،

فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا.

ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا،

مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين».

التأمّل

وَمَن أَرادَ أَن يَكونَ الأَوَّلُ بَينَكُم، فَليَكُن لَكُم عَبداً

يَعرِفُ الإِنسانَ في كَينونَتِهِ الرَّغبَةَ في النَّجاحِ وَلَكِن أَن يَجنَحَ باتِّجاهِ السَّعي لِيَكونَ الأَوَّل بَينَ الجَميع، هذا الأَمرُ فيهِ مِن حُبِّ التَّسَلُّطِ وَعَلامَةَ عَدَمَ رِضىً وَأَيضًا شُعورٌ مِنَ الغَيرَةِ وَالمـُنافَسَةِ مَعَ الآخَرين وَالفَوقِيَّة. لِماذا رَغِبَ التَّلاميذُ بِالمـَرتَب الأَوَّل فيما بَينَهُم؟ على ماذا يَتَنافَسون؟ صَحيحٌ أَنَّهُ لَم يَكُن يَسوعُ قَد سَلَّمَ الرِّعايَةِ لِسِمعانَ بُطرُس، وَلَو أَنَّهُ وَعَدَهُ بِمَفاتيحِ مَلَكوتِ السَّمَوات، وَصَحيحٌ أَيضًا أَنَّ جَماعَةَ الرُّسُل كانَت تُعطي لِبِطرُسَ احتِرامًا لِكَونِهِ المـُتَقَدِّم فيما بَينَهُم، وَلَكِنَّ مَوضوع الأَوَّلِيَّةِ كانَت بِمَثابَةِ التّجرُبَة الَّتي لازَمَت التَّلاميذ إِلى ما بَعدَ القِيامَة. إِنَّ عِلمَ النَّفسِ يُحَذِّرُنا مِنَ المـُنافَسَةِ بِخاصَّةٍ في قَلبِ الجَماعاتِ، مِثلَ مُنافَسَةِ التَّلاميذِ على اكتِسابِ ودّ المـُعَلِّم، لِأَنَّ تَتَضَمَّنُ أَبعادًا عاطِفِيَّةٍ وَمَعنَوِيَّةٍ وَقَد تَكونُ جِنسِيَّة، وَتُحَذِّر هُنا مِن خَطَرِ أَن يَستَخدِمَ المـُعَلِّمُ الحيلَةَ وَالمـُوارَبَةَ لِبُلوغِ أَهدافٍ مُشينَة. في تَعليمِ يَسوع نَجِدُ المـَوضوع خِلافًا لهذا التَّصَرُّفِ، فَيُصَوِّبُ كُلَّ تَعَلُّقٍ نَحو التَّحَرُّرِ مِن كُلِّ هَوًى

يَا بُنَيَّ، في كَلِمَتي تَكتَشِفُ أَهَمِّيَّةَ عُنصُرِ الإِستِعداد لِتَبلُغَ النُّمُوّ المـَرجوّ في الحَياة. مَن يُريدُ أَن يَكونَ الأَوَّل في السُّلطَةِ وَغَيرَ مُستَعِدٍّ لِأَن يَكونَ الأَوَّل في الخِدمَة، فَهوَ يَجنَح خارِجَ المـَحَبَّة، وَبِالتَّالي هوَ يَطلُبُ القُوَّةَ مِنَ السُّلطَة، وَلَيسَ المـَسؤولِيَّةَ في صُنعِ الخَيرِ العامّ، هذا ما تَجِدُهُ لِلأَسَفِ الشَّديد عِندَ مُعظَمِ الأَشخاصِ الَّذينَ يَتَبَؤونَ مَراكِزَ السُّلطَة في كُلِّ أَبعادِ المـُجتَمَع. قَد تَسأَلُني مِن يَرغَب أَن يَكونَ عَبدًا لِلآخَرين؟ مُحِقٌّ سُؤالُكَ، لِأَنَّكَ تَنظُرُ إِلى العُبودِيَّةَ مِن بابِ الخُضوعِ وَتَسليمِ الإِرادَة، فيما أَنا لا أَدعوكَ لِأَمرٍ على الإِطلاقِ إِلَّا لِتَكونَ فيهِ حُرًّا. عَبدٌ وَحُرِّيَّة؟! وَحدَها المـَحَبَّةُ تَجعَلُكَ في مَوضِعِ العَبدِ وَأَنتَ حُرٌّ فَمِن دونِها يَستَحيلُ عَلَيكَ أَن تَكونَ الأَوَّلُ في الخِدمَةِ. صَحيحٌ أَنَّكَ نادِرًا ما تَجِدُ أُناسًا يَتَّسِمونَ بِوَجهِ المـَحَبَّةِ الخادِمَةِ وَالمـِعطاءَة، وَلِكَي تُصبِحَ أَنتَ بِدَورِكَ في هذا المـَوقِعِ، عَلَيكَ أَلَّا تَسمَح لِفِكرِ العالَم أَن يُؤَثِّرَ فيكَ، لِأَنَّهُ هوَ الَّذي يَعرِضُ عَلَيكَ الأَوَّلِيَّةَ في السُّلطَةِ وَيُحَذِّرُكَ مِنَ الأَوَّلِيَّةَ في عَيشِ المـَحَبَّة. كُلُّ بِناء العالَم قامَ على أَكتافِ العَبيدِ المـُستَضعَفين والفَضلُ يَعودُ لِجُهودِهِم. إِنَّ عَمَلَهُم لَم يَذهَب سُدًى.

يَتَّضِحُ لَنا على وَقعِ طَلَبِ ابنَي زَبَدى بِوَساطَةِ أُمِّهِما، رَغبَةَ كُلِّ التَّلاميذ في الأَوَّلِيَّة، وَكَأَنَّها العُنصُرُ المـُشتَرَكُ فيما بَينَهُم وَمِن مُمَيِّزاتِ مَن يُريدُ أَن يَكونَ تِلميذًا للرَّبّ. كانَ على الرَّبّ يَسوع أَن يُصَحِّحَ هَذِهِ الرَّغبَةَ عَن طَريقِ تَحريرِها مِن فِكرِ العالَم وَتَأثيراتِهِ وَتَصويبِها بِفِعلِ المـَحَبَّة لِتَكونَ خِدمَةً وَعَطاءً. مِن هُنا نَتَعَلَّمُ أَن لا نَخشى مِن رَغَباتِنا وَإِن كانَت جامِحَةً وَلَو حَتَّى خاطِئَة، بَل عَلَينا أَن نَسمَعَ لَها وَأَن نَعرِضِها على الرَّبِّ في الصَّلاةِ، لِكَي نُمَيِّزَها، وَبِنِعمَتِهِ نَضَعَها في مَكانِها الصَّحيح. عَلاوَةً على التَّعليمِ الَّذي قَدَّمَهُ يَسوع لِتَلاميذِهِ، عادَ وَثَبَّتَهُ بِما صَنَعَهُ بِآلامِ صَليبِهِ الظَّافِر، فَأَعلى شَأنَ المـَحَبَّةِ فَوقَ كُلِّ شَيء. خُذ مَقصَدًا وَاخدُم النَّاسَ تَيَمُّنًا بِالرَّب يَسوع بِعَيشِكَ لِلمَحَبَّة.

رَبّي يَسوع، كَيفَ لي أَن أَتبَعَكَ إِن لَم أُعطِكَ المـَكانَةَ الأُولى في حَياتي. وَكَيفَ لي أَن أَتَأَكَّدَ مِن مَحَبَّتي لَكَ، إِن لَم أَقبَل تَعليمَكَ، فَأَتَقَدَّمَ بِخِدمَةِ النَّاسِ بِطَواعِيَّةٍ وَمَحَبَّة. تُريدُني حَيثُ تَكون، وَأَنتَ دائِماً في مَوضِعِ الخِدَمَةِ المـُحِبَّة وَالمـعطاءَة، لِأَنَّكَ بِهذا تُريدُني أَن أَعيشَ الحَياةَ بِمِلئِها في المـَحَبَّةِ الَّتي هيَ أَنتَ، فَأَرُدَّ لَكَ الأَوَّلِيَّة، آمين.  

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!