الإنجيل اليومي

الاثنين من الأسبوع الأوّل بعد الدنح

موقع Allah Mahabba  الاثنين من الأسبوع الأوّل بعد الدنح

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 10: 12 – 18

يا إخوَتِي، نَحْنُ لا نَجْرُؤُ أَنْ نُسَاوِيَ أَنْفُسَنا بِقَومٍ يَشْهَدُونَ لأَنْفُسِهِم، أَو نُقَارِنَ بَيْنَنا وبَيْنَهُم، لأَنَّ الَّذِينَ يَقِيسُونَ أَنْفُسَهُم بِأَنْفُسِهِم، ويُقَارِنُونَ أَنْفُسَهُم بِأَنْفُسِهِم، لا يَفْهَمُون!

أَمَّا نَحْنُ فَلا نَفْتَخِرُ فَوْقَ القِيَاس، بَلْ بِقِيَاسِ الحُدُودِ الَّتي رَسَمَهَا ٱللهُ لَنَا، وقَدْ بَلَغَتْ بِنا إِلَيْكُم.

فَنَحْنُ لا نَتَعَدَّى حُدُودَنا، كَأَنَّنا لَمْ نَبْلُغْ إِلَيْكُم، بَلْ كُنَّا أَوَّلَ مَنْ وَصَلَ إِلَيْكُم بِإِنْجِيلِ المَسيح.

إِنَّنا لا نَفْتَخِرُ فَوقَ القِيَاسِ عَلى حِسَابِ أَتْعَابِ غَيْرِنَا، بَلْ نَرجُو، عِنْدما يَنْمُو إِيْمَانُكُم، أَنْ نَزْدَادَ قَدْرًا في أَعْيُنِكُم، ضِمْنَ حُدُودِ عَمَلِنا،

لِكَي نَحْمِلَ البِشَارَةَ إِلى أَبْعَدَ مِنْ عِنْدِكُم، ولا نَفْتَخِرَ بِمَا أَنْجَزَهُ غَيرُنا ضِمْنَ حُدُودِ عَمَلِهِ.

«وَمَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ!».

فَلَيْسَ مَنْ يَشْهَدُ لِنَفْسِهِ هوَ المَقْبُولُ عِنْدَ الرَّبّ، بَلْ مَنْ يَشْهَدُ لَهُ الرَّبّ!

إنجيل القدّيس مرقس 1: 1 – 8

بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ المَسِيحِ ٱبْنِ الله.

جَاءَ في كِتَابِ النَّبِيِّ آشَعْيا: «هَا إِنِّي أُرْسِلُ مَلاكِي أَمَامَ وَجْهِكَ، وهوَ يُمَهِّدُ طَرِيقَكَ.

صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ، وَٱجْعَلُوا سُبُلَهُ قَوِيمَة».

تَمَّتْ هذِهِ النُّبُوءَةُ يَوْمَ جَاءَ يُوحَنَّا يُعمِّدُ في البَرِّيَّةِ ويَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الخَطَايَا.

وكَانَتْ كُلُّ بِلادِ اليَهُودِيَّة، وَجَمِيعُ سُكَّانِ أُورَشَليم، يَخْرُجُونَ إِلَيْه، وَيَعْتَمِدُونَ عَلَى يَدِهِ في نَهْرِ الأُرْدُنّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطايَاهُم.

وكانَ يُوحَنَّا يَلْبَسُ ثَوْبًا مِنْ وَبَرِ الجِمَال، وَيَشُدُّ وَسَطَهُ بِحِزَامٍ مِن جِلْد، ويَقْتَاتُ مِنَ الجَرَادِ وعَسَلِ البَرَارِي.

وكانَ يُنَادِي قَائِلاً: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَنْحَنِيَ لأَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ.

أَنَا عَمَّدْتُكُم بِٱلمَاء، أَمَّا هُوَ فَيُعَمِّدُكُم بِٱلرُّوحِ القُدُس».

التأمّل

يَأتي بَعدي مَن هوَ أَقوى مِنّي

لِكُلِّ فِعلٍ وَتَصَرُّف سَبَبٌ وَغايَة، مِنها مَعلومٌ للوَعي، وَمِنها ما يَبقى في اللَّاوعيّ، وَلَكِن ما يَزيدُ الإِنسانُ إِقدامًا وَشَجاعَةً وَمُثابَرَةً على عَمَلٍ ما هوَ عِندَما يُصبِحان السَبَّبُ وَالهَدَفُ واضِحَين لِلعَقلِ وَالقَلبِ مَعًا، وَكم إِذا كانا بِمَثابَةِ الجَوابِ على رَغبَةِ القَلب. عِندَما نَتَأَمَّلُ بِدَعوَةِ يوحَنَّا المـَعمَدان، نَكتَشِفُ أَنَّ السَّبَبَ الأَوَّل لِرِسالَتِهِ هُوَ مَحَبَّتَهُ العَظيمَة وَشَوقِهِ الكَبير لِمُلاقاةِ المـَسيحِ في حَياتِهِ، أَمَّا الهَدَف كانَ نَقل هذِهِ المحَبَّة وَالغَيرَة لِكُلِّ مَن يُريدُ أَن يَلتَقي بِالمـَسيح، وَقَد تَرَجَمَهُ بِإِعدادِ الطَّريق لَهُ إِيمانًا بِقُربِهِ، مِن خِلالِ مُناداتِهِ بِالتَّوبَةِ ومَعمودِيَّةِ الماء. لَو لَم يَكُن المـَسيحُ عَظيمًا وَكَريمًا في عَينَي يوحَنَّا لَما كَرَّسَ كُلَّ حَياتِهِ مِن أَجلِ إِعدادِ الطَّريقِ لَهُ. لَو لَم يَرى فيهِ قُوَّةَ اللهِ وَمَحَبَّتَهُ وَرَحمَتَهُ للبَشَرِ، لَما نادى جِهارًا وَلِكُلّ مُصغٍ وَمُستَمِع بِأَنَّ الإِستِعدادَ لِلِقاءِ الرَّبّ يُوازي اللِّقاءَ، لِأَنَّهُ يُعَبِّرُ عَن إِيمانٍ حَيٍّ بِمَن يَكون. ميزَةُ يوحَنّا أَنَّهُ أَخَذَ لِنَفسِهِ مَوضِعَ الماضي وَالذَّاهِب، فيما المـَسيح وَضَعَهُ في الحاضِرِ الدَّائِمِ وَالآتي.

يا بُنَيَّ، صَحيحٌ أَنَّ يوحَنَّا نَظَرَ إِلى نَفسِهِ كَعابِرِ سَبيلٍ وَأَنَّ عَلَيهِ إِتمامَ المـَهَمَّة بِإِعدادِ الطَّريقِ الَّذي لَن يَتَوَقَّفَ المُؤمِنونَ العابِرونَ إِلى دِيارِ النُّورِ مِن سُلوكِهِ بِتَوبَتِهِم وَمَحَبَّتِهِم لله، وَلَكِنَّهُ عاشَ مِلءَ اللَّحظَةِ الحاضِرَة، إِيمانًا مِنهُ أَنِّي الباقي إِلى الأَبَد. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ أَنَّكَ في يوحَنَّا المـَعمَدان تَرى وَجهَ التِّلميذِ وَالرَّسول الحَقيقيّ لي، وَتَجِدُ بِكَلِماتِهِ القَليلَةِ إِن عَنِّي أَم بِشَهادَتِهِ عَن نَفسِهِ عُمقَ خِبرَتِهِ الرُّوحِيَّةِ وَالصُّوفِيَّة، إِذ عَرَفَ عُمقَ التَّواضُعِ وَالتَّجَرُّدِ وَالفَقرَ الرُّوحي. آهٍ كَم أَرغَبُ أَن تَتَعَلَّمَ مِن فَضائلِه، وَأَلَّا تَقِفَ فَقَط عِندَ صَوتِهِ الصَّارِخ، بَل إِمضِ إِلى شُعلَةَ رَغبَةِ قَلبِهِ فِيَّ. وَجَدَ فِيَّ القُوَّة، وَأَقَرَّ أَنَّهُ بِذاتِهِ لَضَعيفٌ وَفَقير، وَجَدَ فِيَّ الحَياةَ، وَأَقَرَّ أَنَّهُ باقٍ إِلى حين. أَلَيسَت هَذِهِ حالَتُكَ أَنتَ في الحَقيقَة؟ ما يَبقى هوَ أَن تُقِرَّ بِما أَنتَ عَلَيهِ، وَأَن تَعيشَ كَما عاشَ يوحَنَّا، لا لِذاتِكَ بَل لي، لِأَنَّكَ بِهذا الفِعل تَأخُذُ مَسارَ حَبَّةِ الحِنطَةِ تَموتُ عَن نَفسِكَ لِتَحيا لي وَبي وَفِيَّ. ضَع كَلِماتَ يوحَنَّا في ذهِنِ قَلبِكَ وَرَدِّدها: “يَأتي بَعدي مَن هو أَقوى مِنِّي”، فَهيَ كَفيلَةٌ أَن تُعَرِّفَكَ على نَفسِكَ وَعَلَيَّ فَتَزدادَ رَغبَةً بِقُدومي القَريب.

مَن يَسمَع لِدَعوَةِ يوحَنَّا المـَعمَدان، وَقَبلَ أَن يَقبَلَها، يَجِدُ في شَخصِ المـُنادي وَجهَ الرَّجاءِ الثّابِت، وَالإِيمانَ القَويّ وَالغَيورِ المـُحِبّ لِإلَهٍ حَيٍّ أَمينٍ على جَميعِ وعودِهِ الَّتي اختَصَرَها بِعَهدِهِ الأَبَديّ مَعَ الإِنسان. نَكتَشِفُ مَعَ يوحَنَّا أَنَّ طَعمَ الحَياةِ وَلَذَّتَها تَكمُنُ في العَيشِ مِن أَجلِ المـَسيح، وَلَو عَلى وَقعِ الرَّجاء وَالإِنتِظار، فَهيَ تَبقى أَجمَل بِكَثيرٍ مِنَ العَيشِ في حالَةِ الخَطيئَةِ وَالرَّذيلَة حَيثُ المـَوتُ المـَعنَويّ. “يَأتي بَعدي، مَن هوَ أَقوى مِنِّي؛ وَمن كانَ قَبلي”. هَكَذا يُعَلِّمُنا يوحَنَّا السَّابِق، أَن نَختارَ بِمِلءِ حُرِّيَّتِنا تَكريسَ حَياتِنا وَوجودَنا بِرُمَّتِهِ لِلمَسيح، لِكَونِهِ هوَ الحَياةُ الحَقَّة، الدَّائِمَة وَالثَّابِتَة لِلأَبَد. كُن مِمَّن يَختارونَ المـَسيحَ، وَليَكُن انتِظارُكَ لَهُ فِعلَ تَوبَةٍ يُحييكَ فيها الرُّوحُ مِنَ الدَّاخِل.

رَبّي يَسوع، مَن أَنا وَمَن أَنتَ؟ أَنا لِيَومٍ واحِدٍ، فيما أَنتَ الحاضِرُ لِلأَبَد، أَنتَ الشَّخصُ وَأَنا الظِّلُّ لَكَ. لِكَي أَكونَ عَلَيَّ أَن أَصيرَ فيكَ، لِأَنَّكَ أَنتَ القُوَّةُ فيما أَنا الضِّعفُ بِدونِكَ، وَأَنتَ النِّعمَةُ وَالنُّورُ فيما بِدونِكَ أَغرَقُ بِعَتمَةِ الوَحدَةِ وَسِجنِ الأَنا. شُدَّني يا يَسوعُ بِقُوَّةِ الرَّجاءِ إلَيكَ، حَتَّى أَستَمِدَّ حاضِري مِن مجيئِكَ المـُؤَكَّدِ إِلَيّ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!