الإنجيل اليومي

تقدمة يسوع في الهيكل وسمعان الشيخ

موقع Allah Mahabba تقدمة يسوع في الهيكل وسمعان الشيخ

الرسالة إلى العبرانيّين 7: 20 – 28

يا إخوَتِي، إِنَّ اللاَّوِيِّينَ صَارُوا كَهَنَةً بِغَيرِ قَسَم،

أَمَّا يَسُوعُ فَبِقَسَمٍ مِنَ القَائِلِ لهُ: «أَقْسَمَ الرَّبُّ ولَنْ يَنْدَمَ أَنَّكَ أَنْتَ كَاهِنٌ إِلى الأَبَد».

فعَلى أَساسِ ذلِكَ القَسَم، صارَ يَسُوعُ ضَمَانَةً لِعَهْدٍ أَفْضَل.

ثُمَّ إِنَّ أُولئِكَ كَانُوا كَهَنَةً كَثِيرِين، لأَنَّ المَوْتَ كانَ يَمْنَعُ بَقَاءَهُم.

أَمَّا يَسُوع، فَبِمَا أَنَّهُ بَاقٍ إِلى الأَبَد، فلا زَوَالَ لِكَهَنُوتِهِ.

ومِنْ ثَمَّ فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يُخَلِّصَ الَّذِينَ يتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلى اللهِ خَلاصًا تَامًّا، لأَنَّهُ حيٌّ على الدَّوامِ لِيَشْفَعَ لَهُم.

أَجَل، كانَ يُلائِمُنَا عَظِيمُ أَحْبَارٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوس، بَرِيء، نَقِيّ، قَدِ ٱنْفَصَلَ عنِ الخَطأَة، وصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَات.

وهُوَ غَيرُ مُضْطَرٍّ كُلَّ يَوْم، كَعُظَمَاءِ الأَحْبَار، أَنْ يُقَرِّبَ ذَبَائِحَ عَنْ خَطايَاهُ هُوَ أَوَّلاً، ثُمَّ عَنْ خَطايَا الشَّعْب، لأَنَّهُ فَعَلَ ذلِكَ مَرَّةً واحِدَةً حينَ قَرَّبَ نَفْسَهُ.

فَالشَّرِيعَةُ تُقِيمُ عُظَمَاءَ أَحْبَارٍ أُنَاسًا ضُعَفَاء، أَمَّا كَلِمَةُ القَسَم، الَّتي جَاءَتْ بَعْدَ الشَّرِيعَة، فَتُقِيمُ ٱلٱبْنَ عَظِيمَ أَحْبَارٍ جُعِلَ كَامِلاً إِلى الأَبَد.

إنجيل القدّيس لوقا 2: 25 – 35

كانَ في أُورَشَلِيمَ رَجُلٌ ٱسْمُهُ سِمْعَان. وكانَ هذَا الرَّجُلُ بَارًّا تَقِيًّا، يَنْتَظِرُ عَزَاءَ إِسْرَائِيل، والرُّوحُ القُدُسُ كانَ عَلَيْه.

وكانَ الرُّوحُ القُدُسُ قَدْ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَنْ يَرَى المَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبّ.

فجَاءَ بِدَافِعٍ مِنَ الرُّوحِ إِلى الهَيْكَل. وعِنْدَما دَخَلَ بِٱلصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاه، لِيَقُومَا بِمَا تَفْرِضُهُ التَّورَاةُ في شَأْنِهِ،

حَمَلَهُ سِمْعَانُ على ذِرَاعَيْه، وبَارَكَ اللهَ وقَال:

«أَلآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلام، أَيُّهَا السَّيِّد، بِحَسَبِ قَولِكَ،

لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتا خَلاصَكَ،

أَلَّذِي أَعْدَدْتَهُ أَمَامَ الشُّعُوبِ كُلِّهَا،

نُوْرًا يَنْجَلي لِلأُمَم، ومَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل!.»

وكانَ أَبُوهُ وأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا يُقَالُ فِيه.

وبَارَكَهُمَا سِمْعَان، وقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إنَّ هذَا الطِّفْلَ قَدْ جُعِلَ لِسُقُوطِ ونُهُوضِ كَثِيرينَ في إِسْرَائِيل، وآيَةً لِلخِصَام.

وأَنْتِ أَيْضًا، سَيَجُوزُ في نَفْسِكِ سَيْف، فتَنْجَلي خَفَايَا قُلُوبٍ كَثيرَة».

التأمّل

هذا الطّفل قد جُعِلَ لِسُقوطِ وَنهوضِ كثيرين في إسرائيل

بِكَلِمَة واحِدَة قَد صارَ يَسوعُ هوَ المـِقياس الحَقيقيّ وَالوَحيد لِلإِنسان، لِكُلِّ الإِنسان. يُلَخِّصُ نَشيدُ سِمعانُ الشَّيخ في الهَيكَل شَهادَةً نَبَوِيَّة تَختَزِن كُلّ نُبُؤاتِ العَهدِ القَديم لِتَحقيق وَعد الله، وَيُنبِئُ أَنَّ يَسوعَ هُوَ كُلُّ شَيءٍ، فَبَاتَ بِمَثابَةِ سَيفَ اللهِ الفاصِل بَينَ الحَقِّ وَالباطِل، بَينَ النُّورِ وَالظُّلمَة. مَن يَكونُ مَع هذا الطّفلَ الّذي اسمُهُ يَسوع، تَكونُ لَهُ الحَياة، وَمَن لَيسَ مَعَهُ يَكونُ قَد اختارَ المـَوتَ، فَمَعَ يَسوع يُصبِحُ على الإِنسانِ أَن يَكونَ مَسؤولًا عَن خَياراتِهِ وَقَراراتِهِ الَّتي تَعني وَتُحَدِّد مَصيرَهُ. أَمامَ شَهادَة وَنُبُؤَةُ سِمعانَ الشَّيخِ الطَّاعِنِ بِالسِّنِّ نَسأَلُ: ماذا آراهُ الرُّوحُ في وَجهِ هذا الطِّفل، حَتَّى سَأَلَ الحَياةَ الأَبَدِيَّةَ ما إِن شاهَدَهُ وَفَرِح؟ لِماذا وَجَدَ فيهِ المِقياسَ وَالمـَرجَع لِكُلِّ إِنسانٍ حَتَّى باتَ بِمَثابَةِ الدَّيَّان وَالنَّموذَج وَالمِثال، مَن يَدنو مِنهُ يَحيا، وَمَن يَبتَعِدُ عَنهُ يَموت؟ في وَجهِ طِفلٍ رأى الخَلاص، وَمِن عَينَيهِ استَمَدَّ نورَ الحَياةِ الأَبَدِيَّة، فَعَرَف هذا الطَّاعِنُ بِالسِّنّ أَنَّ اللهَ وَإِن تَأَخَّرَ هوَ أَمينٌ على الوَعد.

يَا بُنَيَّ، تَقَدَّم إِلَيَّ مَع سِمعان الشَّيخ وَعلى مِثالِهِ، رافِعًا كُلَّ أَشواقِ قَلبِكَ وَكُلَّ انتِظاراتِ تاريخِكَ وَأَنتَ تَنظُرُ إِلى وَجهي، مُعرِبًا عَن كُلّ ما تُريدُ أَن تَقولَهُ لي، وَلا تَخجَل. أُصمُت في اللَّحَظاتِ الَّتي تَحمِلُني فيها بَينَ يَدَيكَ، وَدَعني حينَها أُخاطِبُكَ بِمَوَدَّتي وَمَحَبَّتي، فِعندي أَشياءَ كَثيرَة أُريدُ أَن أَقولَها لَكَ بِكَلِمَةٍ واحِدَة تَحتوي كُلّ شيء: “أُحِبُّكَ”. لا تَخَف وَلا تَهرُب لِأَنَّكَ تَرى فِيَّ الحَقّ، وَتَجِدُ نَفسَكَ أَمامي مَسؤولًا وَعَلَيكَ واجِبَ العيشِ وَفقَ الحَقّ والمـَحَبَّة، إِنَّما إِسمَح لِنفسِكَ أَن تَكونَ ِشُجاعَةً قَوِيَّة وَاطلُب النِّعمَةَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، لِئَلَّا تَعيشَ حَياتَكَ بِزَيفٍ وَكَذِب، بَل بِالقَناعَةِ وَالفَرَحِ وَالحَقّ. إِفرَح لِأَنَّكَ مَعي وبي وَفِيَّ تَعرِفُ الحَقّ مِنَ الباطِل، وَفِيَّ تَجِدُ السَّعادَةَ الحَقَّة، وَلَكِن كُن مِمَّن يُمسِكونَ بِإِرادَتِهِم بِيَدِ النِّعمَة وَيَسأَلونَ مَشيئَةَ اللهِ وَالعَمَلَ بِها فَوقَ كُلِّ شَيءٍ، وبَعيدًا عَن مُحاباةِ الوُجوه. متى صِرتُ لَكَ المـِقياسَ وَالمـَرجَعَ، وَمتى اتَّخَذتَني لَكَ مِثالًا وَقُدوَةً سَتَرى أَنَّ حَياتَكَ كُلُّها سَيَكونُ لَها وَقعٌ آخَر، سَتَكونُ أَنتَ حَيٌّ فِيَّ، لِأَنَّكَ حينَها لا تَعُد لا تَخشى الظُّروف وَالأَشخاص، لأَنَّكَ عَرَفتَ مَخافَةَ اللهِ الحَقَّة.

تَأَمَّل كَيفَ سَمِعا مَريَمَ وَيوسُفَ نَشيدَ سِمعان الشَّيخ، وَكَيفَ تَلَقَّت العَذراءُ النُّبُؤَةَ الَّتي عَنتَها وَعَنَت يَسوع إِشارَةً إِلى مَوتِهِ الخَلاصيّ، لَقَد تَأَمَّلتها طَويلًا وَرافَقَتها في مَسيرَةِ حَياتِها إِلى أَن تَحَقَّقَت. إِنَّ التِزامَ المُؤمِن بِالتَّأَمُّلِ في أَحداثِ حَياةِ يَسوع يُساعِدُهُ عَلى اكتِشافِ قُوَّةَ الرُّوحِ القُدُس الَّتي تُؤآزِرُ الإِنسانَ على تَخَطّي الصُّعوبات وَالتَّجارِب عِندَما تَقَع، لِأَنَّهُ يَكونُ قَد استَعَدَّ لَها في الصَّلاة، وَباتَ مُستَعِدًّا لِتَتميمِ مَشيئَةِ الله. سَبَق سِمعانُ الشَّيخَ يوحَنَّا المـَعمَدان، وَدَلَّ على يَسوع وهوَ طِفلٌ عَلى أَنَّهُ المـُخَلِّص، وَبَيَّنَ في نُبُؤَتِهِ مَكانَة وَمَوقِع حُرِّيَّةَ الإِنسان في قَبول أَو رَفض الخَلاص. مِن هُنا، مَعَ وَقعِ هَذِهِ النُّبُؤَةِ في أُذُنَي قَلبِكَ، سَل نَفسَكَ إِن كُنَتَ تَختارَ الحَياةَ بِيَسوع أَم لا.

رَبّي يَسوع، يَومَ حَمَلَكَ سِمعانُ الشَّيخ بَينَ ذِراعَيهِ عَرَفَ أَنَّكَ الحَقّ الَّذي ما إِن يَقِفُ الإِنسانُ أَمامَكَ، حَتَّى يَكتَشِفَ فيكَ عَظَمَتَهُ وَكَرامَتَهُ وَفي الوَقتِ عَينِهِ، يُدرِكُ قُوَّةَ المـَسؤولِيَّة النَّابِعَةَ مِن حُرِّيَّتِهِ المـُعطاةِ مِن مَحَبَّتَكَ الفَيَّاضَة، لِذَلِكَ أَسأَلُكَ النِّعمَةَ الَّتي بِواسِطَتِها أُصَحِّحُ مَسارَ حَياتي حتَّى أَكون مِمَّن يَنهَضونَ مَعَكَ دائِمًا، آمين…… 

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!