الإنجيل اليومي

عيد تهنئة العذراء مريم أم الله

موقع Allah Mahabba عيد تهنئة العذراء مريم أم الله

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 1: 3 – 14

يا إخوَتِي، تَبَارَكَ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، الَّذي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ في السَّمَاوَاتِ في المَسِيح؛

فإِنَّهُ ٱخْتَارَنَا فيهِ قَبْلَ إِنْشَاءِ العَالَم، لِنَكُونَ في حَضْرَتِهِ قِدِّيسِين، لا عَيْبَ فينَا؛

وقَدْ سَبَقَ بِمَحَبَّتِهِ فَحَدَّدَنَا أَنْ نَكُونَ لَهُ أَبْنَاءَ بِالتَّبَنِّي بِيَسُوعَ المَسِيح، بِحَسَبِ رِضَى مَشِيئَتِهِ،

لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا في الحَبِيب؛

وفيهِ لَنَا الفِدَاءُ بِدَمِهِ، أَي مَغْفِرَةُ الزَّلاَّت، بِحَسَبِ غِنَى نِعْمَتِهِ،

الَّتي أَفَاضَهَا عَلَيْنَا في كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْم؛

وقَدْ عَرَّفَنَا سِرَّ مَشِيئَتِهِ، بِحَسَبِ رِضَاهُ الَّذي سَبَقَ فَجَعَلَهُ في المَسِيح،

لِيُحَقِّقَ تَدْبِيرَ مِلْءِ الأَزْمِنَة، فَيَجْمَعَ في المَسِيحِ تَحْتَ رَأْسٍ وَاحِدٍ كُلَّ شَيء، مَا في السَّماوَاتِ ومَا عَلى الأَرْض؛

وفيهِ أَيْضًا ٱخْتَارَنَا مِيرَاثًا لَهُ، وقَدْ سَبَقَ فَحَدَّدَنَا بِحَسَبِ قَصْدِهِ، هُوَ الَّذي يَعْمَلُ كُلَّ شَيءٍ بِقَضَاءِ مَشِيئَتِهِ،

لِنَكُونَ مَدْحًا لِمَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ سَبَقْنَا فجَعَلْنَا في المَسِيحِ رجَاءَنَا؛

وفيهِ أَنْتُم أَيْضًا، بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُم كَلِمَةَ الحَقِّ، أَي إِنْجِيلَ خَلاصِكُم، وآمَنْتُم، خُتِمْتُمْ بِالرُّوحِ القُدُسِ المَوعُودِ بِهِ،

وهُوَ عُربُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ شَعْبِهِ الَّذي ٱقْتَنَاه، ولِمَدْحِ مَجْدِهِ.

إنجيل القدّيس لوقا 1: 46 – 55

قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ،

وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي،

لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال،

لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس،

ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.

صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم.

أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين.

أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين.

عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ،

لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».

التأمّل             

فها مُنذُ الآنَ تُطَوِّبُني جَميعُ الأَجيال

         يَنتَظِرُ الإِنسانَ بِشَكلٍ مُلفِتٍ دائِمًا مِنَ الآخَرينَ الإحتِرامَ وَالتَّقدير، حَيثُ يَرغَبُ في الكَلامِ عَنهُ على ما يَتَحَلَّا بِصِفاتٍ جَميلَةٍ وَمَواهِبَ وَقُدُراتٍ وَأَفعالٍ تُظَهِّرُ تَمايُزَهُ عَن سِواه. جَميلٌ هوَ التَّقديرُ إِنَّ اتَّسَمَ بِالتَّواضُعِ وَالمـَوضوعِيَّة وَبِالأَكثَر عِندَما يُشكَرُ اللهُ على ما زَيَّنَ الإِنسانَ مِن مَواهِبَ وَنِعَمٍ غايَتُها الخَيرَ العام. حَسَنٌ جِدًّا أَن يُقَدِّرَ الإِنسانَ نَفسَهُ قَبلَ انتظارِ الآخَرينَ عَلى ما يَجِدُ فيهِ مِن خَيرٍ مُعطًى مِن مَحَبَّةِ اللهِ لَهُ، فهوَ في هذا الفِعلِ يَجِدُ المـَعنى الَّذي يَدفَعَهُ أَكثَر فَأَكثَر لِيَستَتبِعَ ما كانَ قَد بَدَأَهُ. لَقَد نَظَرَت مَريَمُ العَذراءَ بِامتِنانٍ كَبير إِلى ما أَحدَثَهُ اللهُ فيها، وَوَجَدَت نَفسَها مُتَّصِلَةً بكُلِّ البَشَريَّةِ مُنذُ بِدايَتِها إِلى نِهايَتِها، لِما فيها مِن نِعَمٍ تَعني وَتَخُصُّ الجَميع بِواسِطَةِ ابنِها الوَحيد. الطُّوبى الّتي رَجَتها العَذراء غَنَّتها في البِشارَة، وَعِندَ زِيارَتِها لِنَسيبَتِها أَليصابات باتَت إِعلانًا لإِيمانها، أَمَّا عِندَ الصَّليب، ثَبَّتَتها بِنَعَمٍ جَديدَة، إِذ ارتَضَت في مَخاضِها الجَديد أَن تَكونَ أُمًّا لِلكَنيسَة وَلِكُلّ أَجيالِ البَشَرِيَّة.

         يا بُنَيَّ، تَأَمَّل في غِبطَةِ وَفَرَح وَسُرور أُمِّي العذراءَ مَريَم، لا على ما سَتُقَدِّمهُ لَها الأَجيالُ مِن إِكرامٍ وَتَقدير وَطوبى، بَل عَلى أُمومَتِها الَّتي عَمَّت كُلَّ الأَجيال، إِذ غَمَرَتِ الكُلَّ بِكَنَفِ عَطفِها وَحَنانِها وَمَحَبَّتها الوالِديَّة. هيَ تُنشِد وَتُرَنِّمُ بِغِبطَةٍ لِكُلِّ الخَليقَة، وَفي الآنِ عَينِهِ تُخبِرُكَ أَنَّهُ مِنَ اللَّحظَةِ الَّتي قَبِلَتني في أَحشائِها، صارَت هيَ الطُّوبى في شَخصِها. إِنَّكَ بِمَريَم أُمّي تَجِدُّ كُلَّ الفَرَحِ وَالسَّلامِ وَالمـَحَبَّة الَّتي تَعطَشُ إِلَيها. أَوَّلُ مَن طَوَّبَ العَذراءِ كُنَّا الثَّالوثَ الأَقدَس، وَكانَ المـَلاكُ جِبرائيلَ بِتَخَشُّعِ الجُندي الطَّائِعِ يُعلِنُ الطُّوبى، بَعدَها رَفَعَتِ أَليصاباتُ هُتافَها لِتُعلِنَ طوبى الكَنيسَةِ وَشَعبَ الله المـُقَدَّس، مُشيرَةً إِلى إِيمانِ مَريَمَ الَّذي فاقَ إِيمانَ ابراهيم، هِيَ الَّتي لَم تَعرِف وَعدَ الأَرضِ، بَل صارَت هيَ في ذاتِها لي عَرشًا وَسَماء. الآنَ قَد أَتى دَورُكَ لِتُهَنِّئَ أُمِّي كَفِعلِ شُكرٍ نابِعٍ مِن مَحَبَّتِكَ لي وَلَها. بِقَدرِ ما تَزيدُ مِن شُكرِكَ وَتَهنِئَتِكَ لَها بِهذا القَدرِ عَينِهِ تَغوصُ في سِرِّ مَحَبَّتي لَكَ، لِأَنَّها صارَت لي الطَّريقَ إِلَيكَ، وَلَكَ أَيضًا طَريقًا إِلَيَّ. مَن عَرَفَ المـَحَبَّة الصَّادِقَة في التَّواضُعِ عَرَفَ الشُّكران.كَم مِنَ الشُّكرِ يَليقُ بِأُمِّي الَّتي أَعطَتني فَرَحًا لَكَ.  

         تَسمَعُ البَعضَ في أَروِقَةِ عالَمِكَ يَقولُ أَنَّ إِكرامَ العَذراءِ مَريَمَ صارَ أَمرًا مُبالَغًا فيهِ، وَآخَرونَ يَتَهَكَّمونَ على الكَنيسةِ لِأَنَّ بَعضَ الشَّهادَةِ فيها أُفسِدَ مِلحُها وَطُفِئَ نورُها. تَنَبَّه أَيُّها المـُصغي لِآراءٍ مُتَنَوِّعَة، أَنَّهُ لَيسَ للإِنسانِ أَن يَفهَمَ كُلَّ شَيءٍ لِمُجرَّدِ استِنادِهِ على مَبادِئِ العَقلِ وَالمـَنطِق. في الإِيمان كُلُّ شَيءٍ يُفهَمُ عَن طَريقِ اليَقينِ بِفِعلِ المـَحَبَّةِ وَعَلامَةِ السَّلام. مِن خِلالِ العَذراءِ مَريَم عَرَفَت البَشَرِيَّةُ خَلاصَها، وَبِالتَّالي يَليقُ الإِكرام بِمَن اختيرَت وَقَبِلَت بِمِلءِ حُرِّيَّتِها أَن تَكونَ للإِلَهِ المـُتَجَسِّدِ أُمًّا، وارتَضَت أَن تَكونَ أَيضًا لِكُلِّ إِنسانٍ ضالٍّ وَخاطِئٍ مَلجَأً وَمَلاذًا لِتَوبَةٍ صادِقَةٍ صالِحَة. الحُبُّ يُلزِمُكَ الشُّكرَ فَبِهِ تُعرِب عَن حُرِّيَّتَكَ الحَقَّة. أَحبِب العَذراءَ مَريَم وَاشكُرها مِن صَميمِ قَلبِكَ.

         رَبّي يَسوع، واجِبٌ عَلَيَّ في كُلِّ مَرَّةٍ أَشكُرُكَ، أَن أَشكُرَ أَيضًا أُمِّي العَذراءَ مَريَم. هِيَ لَيسَت سِلعَةً وَغَرَضًا استَخدَمتَها لِتَأتي عالَمَنا، إِنَّما هِيَ الَّتي صارَت بِكُلِّيَّتِها “نَعَمًا” لَكَ، وَمِنكَ لِلبِشَرَيِّةِ صارَت كُلَّ النِّعمَة. مَعَها عَرَفَكَ العالَمُ أَنَّكَ مُخَلِّصَهُ الأَوحَد، وَمِنها نَتَعَلَّمُ كَيفَ نَعيشُ الحُبَّ في التَّتَلمُذِ لَكَ؛ أَبقِني لَدَيكَ لَها مُنشِدًا حُبًّا بِكَ، آمين...

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!