الإنجيل اليومي

الاثنين من أسبوع النسبة

موقع Allah Mahabba الاثنين من أسبوع النسبة

الرسالة إلى العبرانيّين 11: 1 – 6

يا إخوَتِي، أَلإِيْمَانُ هُوَ اليَقِينُ بالأُمُورِ المَرْجُوَّة، والبُرْهَانُ لِلأُمُورِ غَيرِ المَرْئِيَّة.

وَبِهِ شُهِدَ لِلأَقْدَمِين.

بِالإِيْمَانِ نُدْرِكُ أَنَّ العَالَمِينَ أُنْشِئَتْ بِكَلِمَةٍ مِنَ الله، لأَنَّ مَا يُرى لَمْ يَتَكَوَّنْ مِمَّا هُوَ ظَاهِر.

بِالإِيْمَانِ قَرَّبَ هَابيلُ للهِ ذَبيحةً أَفْضَلَ مِن ذَبيحةِ قَايين، وبالإِيْمَانِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ بَارّ، وقَد شَهِدَ اللهُ نَفْسُهُ على قرابِينِهِ، وبِالإِيْمَانِ مَا زَالَ هَابِيلُ بَعْدَ مَوتِهِ يَتَكَلَّم.

بِالإِيْمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَي لا يَرَى المَوت، ولَمْ يُوجَدْ مِن بَعْدُ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ؛ وقَبْلَ أَنْ يُنْقَلَ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ أَرْضَى الله.

وَبِغَيْرِ إِيْمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاءُ الله. فَالَّذي يَقْتَرِبُ إِلى الله، علَيهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّ اللهَ مَوْجُود، وأَنَّهُ يُكافِئُ الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ.

إنجيل القدّيس يوحنّا 8: 1 – 11

مَضَى يَسُوعُ  إِلى جَبَلِ الزَّيْتُون.

وعِنْدَ الفَجْر، عَادَ إِلى الهَيْكَل. وكَانَ الشَّعْبُ كُلُّهُ يَأْتِي إِلَيْه، فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُم.

وأَتَاهُ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ بِٱمْرَأَةٍ أُمْسِكَتْ وهِي تَزْنِي، وأَقَامُوهَا في الوَسَط،

وقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، هذِهِ المَرْأَةُ أُمْسِكَتْ فِي زِنًى مَشْهُود.

وفِي التَّوْرَاة، أَوْصَانَا مُوسَى بِرَجْمِ أَمْثَالِهَا. وأَنْتَ، فَمَاذَا تَقُول؟».

قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوه، فَيَكُونَ لَهُم مَا يَشْكُونَهُ بِهِ. أَمَّا يَسُوعُ فَأَكَبَّ يَخُطُّ بِإِصْبَعِهِ على الأَرْض.

ولَمَّا ٱسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، وَقَفَ وقَالَ لَهُم: «مَنْ هُوَ فِيكُم بِلا خَطِيئَة، فَلْيَبْدَأْ ويَرْمِهَا بِحَجَر!».

ثُمَّ أَكَبَّ وعَادَ يَخُطُّ عَلى الأَرْض.

ولَمَّا سَمِعُوا، بَدَأُوا يَخْرُجُونَ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، وكِبَارُ السِّنِّ أَوَّلاً. وبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، والمَرْأَةُ قَائِمَةٌ في الوَسَط.

فَوَقَفَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «يَا ٱمْرَأَة، أَيْنَ هُم؟ أَمَا دَانَكِ أَحَد؟».

قَالَتْ: «لا أَحَد، يَا سَيِّد». فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «ولا أَنَا أَدِينُكِ. إِذْهَبِي، ولا تَعُودِي تَخْطَإينَ بَعْدَ الآن».

التأمّل             

        ”مَن هُوَ فيكُم بِلا خَطيئَة، فَليَبدَأ وَيَرمِها بِحَجَر!“

         غالِبًا ما يُرادِفُ الإِنسانَ الخَطيئَة، لِأَنَّها دائِمًا تَتَّصِلُ بِهِ، فيما لله الكَمال فَقَط، وَغالِبًا ما نَنظُرُ إِلى الخَطيئَةِ نَظرَةً سَلبِيَّةً، لِدَرَجَةٍ لا نَعُد نَفهَمَ أَسبابَها. هِيَ تَتَّصِلُ بِالإِنسان لَكِنَّهُ أَسمى مِنها، فَهيَ التَّعبيرُ الأَقوى عَن نَقصِهِ وَضُعفِه، وَعَن صُراخِ حاجَتِهِ لِلقُبولِ وَلِأَن يَكونَ مَحبوبًا. كُلُّنا خَطَأَة، وَإِذا قُلنا خِلافَ ذَلِكَ نُثبِت أَنَّنا حَقًّا خَطَأَةٌ، لِأَنَّنا نَكذِبُ عَلى أَنفُسِنا وَعلى الآخَرين. نَحنُ خَطَأَة لِأَسبابٍ عِدَّة، وَلَكِنَّنا في الآنِ عَينِهِ مَدعُوِّينَ لِأَن نَكونَ قِدِّيسينَ، وَالمـَسارُ يَبدَأُ في تَصويبِ نَقصِنا إِلى مَن هُوَ المـِلءُ في ذاتِهِ. في مُحاكَمَةِ المـَرأَة الخاطِئَة دَعا يَسوعُ مَن نَصَّبوا أَنفُسَهُم قُضاةً وَشُهودًا إِلى مُساءَلَةِ ضَمائِرِهِم، فَبَيَّنَ وَجهَ المـُحاميّ الحَقيقيّ، ووضَعَهُم أَمامَ الحَقيقَة الَّتي لا يُريدونَ سَماعَها، وَمَعَها صارَت المـَرأَةُ مِرآةً لِما هُم عَلَيه. خَطيئَتُها وَنَقصُها هُما أَيضًا خَطيئَتَهُم وَنَقصَهُم، لَكِنَّ السُّؤالَ المـُدهِش لِماذا يَسوعُ لَم يَرمِها بِحَجَر؟! أَعَدَّ نَفسَهُ مِثلَها خاطِئًا، وَبِهذا رَحَمها وهوَ في حُلَّةِ تَواضُعِه وَمَحَبَّتِهِ؟!.

         يَا بُنَيَّ، إِن كُنتَ سَجينَ خَطيئَتِكَ، أَم خاطِئًا عَن طَريقِ إِدانَتِكَ وَحُكمِكَ الظَّالِم تِجاهَ الآخَرين، إِعلَم أَنِّي أُحِبُّكَ. فَما فيكَ مِن خَطيئَةٍ يَزيدُ مِن رَحمَتي عَلَيكَ، وَأَنتَ تَبقى قُبلَةُ عَينَي قَلبي، وَأُريدُ خَلاصَكَ. لَيسَ عَلَيكَ أَن تَتَخَلَّصَ مِن خَطيئَتِك عَن طَريقِ الإِرادَةِ الصَّلبَة، وكَأَنَّكَ بِهذا الفِعلِ تَكرَهُ ما أَنتَ عَلَيه، إِنَّما عَلَيكَ أَن تَطلُبَ نِعمَتي بِقَلبٍ صادِقٍ تائِب، حَتَّى إِذا ما تَحَرَّرتَ رَدَدتَ الشُّكرَ بِالتَّسبيحِ وَعُرفانِ الجَميل. الخَطيئَةُ هِيَ كَالسَّيفِ ذو حَدَّين، مِن جِهَةٍ تُؤَدِّي فيكَ إِلى الهَلاكِ إِن تَمَسَّكتَ فيها مِن صَميمِ قَلبِكَ، وَمِن جِهَةٍ أُخرى هيَ تَدفَعُكَ لِأَن تَطلُبَ مِنِّي الرَّحمَةَ فَتعِرفَ مَحَبَّتي لَكَ، وَهُنا تَسلُكُ في طَريقِ التَّوبَة. عِندَما تَنظُرُ إِلى خَطيئَةِ الآخَرين تَذَكَّر خَطاياكَ، وَعِندَما تَقِفُ أَمامَ خَطيئَتَكَ أُنظُر إِلى عَينَيَّ، فَتَعرِفَ رَحمَتي مِن جَديدٍ. لا تَكُن مِمَّن يَستَسلِمونَ لِلخَطيئَة، وَلا مِمَّن يَستَغِلُّونَ رَحمَتي لِيَبقَوا في الخَطيئَة، بَل كُن مِمَّن يَستَمِدُّونَ الشِّفاءَ بِالتَّوبَة، وَلا يَسمَحونَ لِعَدُوِّ الطَّبيعَةِ البَشَرِيَّة أَن يَسجُنَهُم بِالوَهمِ وَالذَّنب. لا تَحزَن لِأَنَّكَ خاطِئ، إِنَّما إِفرَح لِأَنِّي غَفَرتُ لَكَ خَطاياكَ وَرَحَمتُكَ رَحمَةً عَظيمَة.

         إِذا رَجَمَ الإِنسانُ مَن يَراهُم في نَظَرِهِ خَطَأَة، وَتَخَلَّصَ مِنهُم، هَل يَكونُ قَد تَحَرَّرَ مِنَ المـُسَبِّبِ الأَوَّل لِلخَطيئَة، أَم تَخَلَّصَ مِمَّا سَبَّبَهُ لَهُ مَن خَطِئَ إِلَيه؟ أَظُنُّ لا، فَهوَ يَكونَ قَد قامَ بِرَدَّةِ فِعلٍ أَضحَت فِعلَ تَثبيتٍ لِتَفاعُلِهِ مَعَ الشَّرِّ وَالإِثمِ وَالخَطيئَة، مَمَّا يَزيدَهُم تَفاقُمًا، لِذَلِكَ على الإِنسان أَن يُرَكِّزَ عَلى أَساس وَجَوهَر وُجودِهِ، فَيَجِدَ أَنَّ مُواجَهَةَ الشَّرِّ بِالشَّرِّ وَالتَّفاعُلِ مَعَ الخَطيئَةِ يُصبِحُ خَطيئَةً إِضافِيَّة لِأَنَّهُ مَلهاةً تَمنَعَهُ مِن بُلوغِ هَدَفِهِ السَّامي. إِنطِلاقًا مِن هُنا لا تَجتَرَّ خَطيئَتَكَ بِأُسلوبِ وَسواسٍ قَهريّ، إِنَّما تَأَمَّلَ بِرَحمَةِ الله اللَّامُتَناهِيَة، فَيَعُمَّ قَلبُكَ الرَّاحَةَ وَالهُدوءَ وَالسَّلام. هَكذا دَعا يَسوع المـَرأَة لِتَنطَلِقَ مِن جَديدٍ، بَعدَ أَن حَرَّرَها بِكَلِمَتِهِ، فَصارَ لَها مَشروعَ حَياةٍ مُقَدَّسَة.

         رَبِّي يَسوع، مِن أَينَ لي أَن أَبدَأَ بِرَمي الحِجارَةِ عَلى الآخَرين، بَعدَما أَنتَ أَبعَدتَ عَنِّي حِجارَتَهُم بِرَحمَتِكَ اللَّامُتَناهِيَة. لَكِنّي في الحَقيقَةِ أَحكُمُ عَلى نَفسي وَعَلى الآخرينَ انطِلاقًا مِن تَربِيَتي وَثَقافَتي، لِذَلِكَ أَرجوكَ وَأَتَوَسَّلُكَ أَن يَكونَ إِنجيلَكَ مَدرَسَتي وَأَن تَبقى لي بِرَحمَتِكَ مُعَلِّمي، لِكَي أَرحَمَ دائِمًا، مِثلَما أَنتَ تَرحَمُني، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!