الإنجيل اليومي

يوم الجمعة من أسبوع البيان ليوسف

موقع Allah Mahabba يوم الجمعة من أسبوع البيان ليوسف

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 12: 1 – 8

يا إِخوَتِي، أُنَاشِدُكُم بِمَرَاحِمِ الله، أَنْ تُقَرِّبُوا أَجْسَادَكُم ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً لله: تِلْكَ هيَ عِبَادَتُكُمُ الرُّوحِيَّة!

ولا تتَشَبَّهُوا بِهذَا الدَّهْر، بَلْ تَغَيَّرُوا بِتَجْديدِ عُقُولِكُم، لِكَي تُمَيِّزُوا مَا هِيَ مَشِيئَةُ الله، أَيْ مَا هُوَ صَالِحٌ ومَرْضِيٌّ وكَامِل.

فإِنِّي، بِالنِّعْمَةِ الَّتي وُهِبَتْ لي، أَقُولُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُم أَلاَّ يَعْتَبِرَ نَفْسَهُ أَكْثَرَ مِمَّا يَجِب، بَلْ أَنْ يَتَعَقَّلَ في ٱعْتِبَارِ نَفْسِهِ، كُلُّ واحِدٍ بِمِقْدَارِ مَا قَسَمَ اللهُ لَهُ مِنَ الإِيْمَان.

فكَمَا أَنَّ لَنَا في جَسَدٍ وَاحِدٍ أَعْضَاءً كَثِيرَة، ولكِنْ لَيْسَ لِجَمِيعِ الأَعْضَاءِ عَمَلٌ وَاحِد،

كَذلِكَ نَحْنُ الكَثِيرُونَ جَسَدٌ وَاحِدٌ في المَسِيح، ولكِنْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا هُوَ عُضْوٌ لِلآخَرِين.

وَبِمَا أَنَّ لَنَا مَوَاهِبَ مُخْتَلِفَةً بِحَسَبِ النَّعْمَةِ الَّتي وُهِبَتْ لَنَا، فَمَنْ لَهُ النُّبُوءَةُ فَلْيَتَنَبَّأْ وَفْقَ الإِيْمَان،

وَمَنْ لَهُ الخِدْمَةُ فَلْيَهْتَمَّ بِالخِدْمَة، والمُعَلِّمُ بِالتَّعْلِيم،

والمُعَزِّي بِالتَّعْزِيَة، ومَنْ يُعْطِي فَلْيُعْطِ بِسَخَاء، ومَنْ يَرْئِسُ فَلْيَرْئِسْ بِٱجْتِهَاد، ومَنْ يَرحَمُ فَلْيَرْحَمْ بِبَشَاشَة.

إنجيل القدّيس يوحنّا 7: 37 – 44

في آخِرِ أَيَّامِ العِيدِ وأَعْظَمِهَا (عيد المظال!)، وَقَفَ يَسُوعُ وهَتَفَ قَائِلاً: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ.

وَالمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ، كَمَا قَالَ الكِتَاب: مِنْ جَوْفِهِ تَتَدَفَّقُ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيّ».

قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ المُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوه. فَٱلرُّوحُ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُعْطِيَ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ مُجِّد.

وسَمِعَ أُنَاسٌ مِنَ الجَمْعِ كَلامَهُ هذَا، فَأَخَذُوا يَقُولُون: «حَقًّا، هذَا هُوَ النَّبِيّ».

وآخَرُونَ كَانُوا يَقُولُون: «هذَا هُوَ المَسِيح». لكِنَّ بَعْضَهُم كَانَ يَقُول: «وهَلْ يَأْتِي المَسِيحُ مِنَ الجَلِيل؟

أَمَا قَالَ الكِتَاب: يَأْتِي المَسِيحُ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، ومِنْ بَيْتَ لَحْمَ قَرْيَةِ دَاوُد؟».

فَحَدَثَ شِقَاقٌ في الجَمْعِ بِسَبَبِهِ.

وكَانَ بَعْضٌ مِنْهُم يُريدُ القَبْضَ عَلَيْه، ولكِنَّ أَحَدًا لَمْ يُلْقِ عَلَيْهِ يَدًا.

التأمّل             

إِن عَطِشَ أَحَدٌ فَليَأتِ إِلَيَّ

         لِلعَطَشِ في حَياةِ الإِنسانِ أَوجُهٌ شَتَّى، فَلا يَتَّصِلُ بِطَلَبِ المـاءِ فَقَط، بَل يَتَّصِلُ بِالبُعدِ الوجودِيّ للإِنسان. كُلُّنا يَعطَشُ لِلحُبِّ، كُلُّنا يَعطَشُ لِلحَياة، كُلُّنا يَعطَشُ لِلكَرامَة، وَكُلُّنا يَعطَشُ للصَّداقَة، وَكُلُّ هَذِهِ إِشارَةٌ بَيِّنَةٌ وَصَريحَة عَن عَطَشِنا العَميقِ لله. الَّذي يُزَيِّنُ وَجودَنا وَحَياتَنا وَيُعطِينا كامِلَ المـَعنى الَّذي يُفَرِّحُ قُلوبَنا، هُوَ حُضورُ الرَّبِّ إِلَهِنا. الماءُ هُوَ الحاجَةُ الأُولى لِجَسَدِ الإِنسانِ قَبلَ الطَّعام. وَالحَياةُ في الرُّوحِ هِيَ الماءُ الحَقيقيّ لِمـَعنى وُجودِنا، وَإِلَّا نُصبِحُ كَسائِرِ الكائِنات. يَومَ صَرَخَ يَسوعُ أَثناءَ العيدِ في الهَيكَلِ، مُنادِيًا أَنَّهُ الماءُ الحَيّ، كانَ يَشعُرُ وَيَعلَمُ بِصَميمِ قَلبِهِ أَنَّ الشَّعبَ لا يَعلَمُ أَن يَقَعَ يُنبوعُ الحَياةِ الَّذي عَلَيهِم أَن يَستَقوا مِنهُ، فَوافاهُم كاشِفًا لَهُم عَطَشَ الله. إِنطِلاقًا مِن هُنا بَدَأ بِإِصلاحِ تَصَوُّرِهِم عَن الله، فَاللهُ مَحَبَّةٌ لا نَقصَ فيها، مَحَبَّةٌ تَجوعُ وَتَعطَشُ للإِنسان. وُفقَ التَّعبيرِ المـَجازيّ لَم يَبقَ الرَّبُّ مُكَتَّفُ الأَيدي، بَل أَعرَبَ عَن عَطِشِهِ كابنٍ للإِنسانِ بَدءًا مِن حَدَثِ التَّجَسُّدِ العَظيم.

         يَا بُنَيَّ، أَنتَ الَّذي تَمضي إِلى الهَيكَلِ وَإِلى الكَنيسَةِ وَالمـعبَدِ بِهَدَفِ العِبادَةِ وَالصَّلاة، عَلَيكَ أَن تَعرِفَ أَنِّي صِرتُ لَكَ “هُنا” لِكَي تَأتي إِلَيَّ، حامِلًا جَرَّتَكَ الفارِغَة، واضِعًا لَدَيَّ كُلَّ نَقصٍ يَعتَريكَ. لَقَد انَتَظَرَ الشَّعبُ اليَهوديّ طيلَةَ حَياتِهِ العَلاماتِ المـَسيحانِيَّة لِيَعرِفوا قُدومي وَيَومَ قَدَّمتُها لَهُم رَفَضوني. قُلتُ لَهُم إِن عَطِشتُم تَعالَوا إِلَيَّ، وَاليَومَ أَقولَها لَكَ أَيضًا، لِأَنِّي أُريدُكَ أَن تَأخُذَ الرُّوحَ القُدُسَ، لِكَي يَنتَعِشَ جَسَدُكَ فَتَكونَ لي بِكُلِّيَّتِكَ هَيكَلًا مُقَدَّسًا. وَقَفَ اليَهودُ يَتَساءلون إِذا كُنتُ المـَشيحا أَم لا! وَأَنتَ كَم مِنَ المـَرَّاتِ تَتَرَدَّدُ في بُنيانِ وَتَثبيتِ عَلاقَتِكَ بي؟ كُن رَجُلَ عَزمٍ، رَجُلَ إِيمانٍ وَتَعالَ إِلَيَّ، لِأَنِّي قَد أَتَيتُ إِلَيكَ وَصِرتُ “هُنا” مِن أَجلِكَ. أَلا تَكتَرِثَ لِصُراخي؟ أَلا تَعنيكَ لَهفَتي إِلَيك؟ عَطَشي عَطَشُكَ، وَعَطَشُكَ عَطَشي، إِلَّا أَنَّكَ تَمضي إِلى آبارٍ مُجَفَّفَةٍ، فيما عَلَيكَ أَن تُقبِلَ إِلَيَّ. لَقَد وُلِدتُ في بَيتَ لَحمَ وَاكتُتِبتُ كَإِبنٍ مِن سُلالَةِ داوُد، إِلَّا أَنّي فَضَّلتُ العَيشَ بَينَ عامَّةِ الشَّعبِ البَسيطِ وَالمـِسكينِ في ناصِرَةِ جَليلِ الأُمَمِ، لِأَنِّي لَم آتِ فَقَط لِآلِ اسرائيل، بَل لِكُلِّ إِنسانٍ عَلى مَدى الأَزَّمانِ وَالتَّاريخ.

         مَتى بَلَغَ العَطَشُ ذُروَتَهُ، يَدفَعُنا بِقُوَّةٍ لِلبَحثِ عَن قَطرَةِ ماءٍ، فَهوَ يُوَلِّدُ فينا العَزمَ للدِّفاعِ عَن وُجودِنا، وَلاكتِشافِ مَعنى وَأَهَمِّيَّةِ عَطِيَّةِ المـاءِ لِحَياتِنا. لَقَد خَلَقَنا اللهُ في هذا العالَم، وَصَحَّ قَولُ الكِتاب أَنَّهُ أَخَذَ تُرابًا وَجَبَلَ ونَفَخَ فينا نَفَسَهُ. هذا ما نَكتَشِفَهُ في عُمقِ تَفاعُلِنا مَعَ الخَليقَةِ، فَنَحنُ جِزءٌ مِنَ الكَونِ كُلِّهِ، وَتَفاعُلُنا يَبدَأُ مِن خِلالِ طَلَبِ حاجاتِنا الجَسَدِيَّةِ مِن خَيراتِ الأَرضِ، فَهيَ أُمُّنا، وَطَلَبُ حاجاتِنا الرُّوحِيَّةِ مِن السَّماءِ فَهيَ مَنزِلُنا الباقي. إِن كانَ المـَسيحُ الرَّبُّ يَقولُ عَن نَفسِهِ أَنَّهُ الماءُ الحَيّ، وَإِن نَحنُ أَقَرَّينا حَقًّا أَنَّنا عِطاشٌ لِلحَياةِ، فما عَلَينا سِوى أَن نُلَبِّيَ دَعوَتَهُ لِأَنَّهُ صارَ الأَوان. لِيَكُن قَصدُكَ التَّمَتُّعَ بِتَذَوُّقِ الماءِ، صابِغًا إِيَّاهُ بِمـَعناهُ الرُّوحيّ المـَسيحانيّ.

         رَبِّي يسوع، أَيَّامٌ قَليلَةٌ تَفصِلُني عَن حَدَثِ تَجَسُّدِكَ، وَها أَنا عَطشانٌ إِلَيكَ. لَقَد صِرتُ يَا سَيِّدي أَشبَهُ بِأَرضٍ جَدباءَ لا ماءَ فيها. لَقَد خارَت روحي فيَّ وَكُلُّ قِواي، أَتَوَسَّلُكَ أَنا العَطشانُ إِلَيكَ وَإِلى روحِكَ وَإِلى جَسَدِك وَدَمِكَ، أَن تَنزِلَ عَلى قَلبي كَالنَّدى اللَّطيف، وَأَن تَأخُذَ لَكَ مِنِّي مَوضِعًا يَليقُ بِكَ يَا مُعطِيَ الحَياةِ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!