الإنجيل اليومي

عيد حبل القدّيسة حنّة الطاهر بالعذراء مريم 

موقع Allah Mahabba عيد حبل القدّيسة حنّة الطاهر بالعذراء مريم

الرسالة إلى العبرانيّين 7: 11 – 17

يا إِخوَتِي، لَو كَانَ الكَمَالُ قَدْ تَحَقَّقَ بِالكَهَنُوتِ اللاَّوِيّ، وهُوَ أَسَاسُ الشَّرِيعَةِ الَّتي أُعْطِيَتْ لِلشَّعْب، فأَيُّ حَاجَةٍ بَعْدُ إِلى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ على «رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق»، ولا يُقَال «عَلى رُتْبَةِ هَارُون»؟

فمَتَى تَغَيَّرَ الكَهَنُوت، لا بُدَّ مِنْ تَغْيِيرِ الشَّرِيعَةِ أَيْضًا.

فَالَّذي يُقَالُ هذَا في شَأْنِهِ، أَي المَسِيح، جَاءَ مِنْ سِبْطٍ آخَر، لَم يُلازِمْ أَحَدٌ مِنْهُ خِدْمَةَ المَذْبَح،

ومِنَ الواضِحِ أَنَّ رَبَّنَا أَشْرَقَ مِن يَهُوذَا، مِنْ سِبْطٍ لَمْ يَصِفْهُ مُوسى بِشَيءٍ مِنَ الكَهَنُوت.

ويَزِيدُ الأَمْرَ وُضُوحًا أَنَّ الكَاهِنَ الآخَرَ الذي يَقُومُ على مِثَالِ مَلْكِيصَادِق،

لَمْ يَقُمْ وَفْقَ شَرِيعةِ وَصِيَّةٍ بَشَرِيَّة، بَلْ وَفْقَ قُوَّةِ حَيَاةٍ لا تَزُول.

ويُشْهَدُ لَهُ: «أَنتَ كَاهِنٌ إِلى الأَبَد، على رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق!».

إنجيل القدّيس لوقا 11: 27 – 32

فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا».

أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!».

وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان.

فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل.

مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان.

رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان.

التأمّل             

طوبى للبَطنِ الَّذي حَمَلَكَ

في حَياةِ الرَّبّ يَسوع، وَفي حَياةِ كُلٍّ مِنَّا، لَيسَ هُناكَ مَكانًا للصُّدفَة، أَي ما يَحدُثُ عَرَضًا عَلى غَيرِ انتِظارٍ وَمن دونِ تَوَقُّع. كَما وَأَنَّهُ لَيسَ هُناكَ مَكانًا لِلقَدَرِيَّة أَي أَنَّ كُلَّ شَيءٍ مُحَدَّدٌ بِشَكلٍ مُسبَق، نَحنُ نُؤمِنُ بِالعِنايَةِ الإِلَهِيَّة. تَتَشَكَّلُ الحَياةُ وَتَتَكامُلُ عَن طَريقِ تَرابُطِها الَّذي لا يَعرِف القَطعَ وَالإِنفِصال. ما نُريدُ أَن نَقولَهُ هُنا، لا يُمكِنُنا فَهمُهُ إِلَّا بَعدَ خِبرَةِ تَمَرُّسٍ على مُراجَعَةِ حَياتِنا، حَيثُ نَجِدُ في سِياقِ صَيرورَتِها، هَديَ الرُّوحِ القُدُس الَّذي يُخاطِبُ حُرِّيَّتَنا وَيَدفَعُنا لِمَعرِفَة وَمَحَبَّة الله. في العَذراءِ مَريَم لَم تُقالَ الطُّوبى فيها وَلَها صُدفَةً وَلَيسَت على أَساسِ ما قُدِّرَ لَها، وَهذا ما أَوضَحَهُ يَسوعُ في جَوابِهِ للمـَرأَة الَّتي أَنشَدَتها، إِنَّما كانَت الطُّوبى لِتلاقي النِّعمَةَ وَالإِرادَة في صَميمِ قَلبِها، بِحَيثُ أَصبَحَ جَسَدَها انعِكاسًا لِما هيَ عَلَيهِ عَلى مُستَوى الرُّوحِ، فَكَانت حَقيقَةً هَيكَلًا مُقَدَّسًا بِالفِعلِ وَالقَول. الطُّوبى لِبَطنِ مَريَم الَّذي حَمَلَ يَسوع، تَعني أَوَّلًا لَدُنَ الآب، وَثانِيًا مَريَم، وَثالِثًا كُلَّ مُؤمِنِ يَقبَلُ كَلِمَةَ الله.

يَا بُنَيَّ، كَم أَرغَب وَأُريدُ وَأَتوقُ وَأَتَمَنَّى أَن تَقتَدي بِأُمِّي العَذراءِ مَريَم. كَم أُريدُ أن تَكونَ حَقيقَةً نَسخَةً طِبقًا عَنها، لِهذا السَّبَبِ عَينِهِ، يَومَ صَرَخَت المـَرأَة: “طوبى للبَطنِ الَّذي حَمَلَكَ”، أَعلَنتُ تَوًا أَنَّكَ أَنتَ تَستَطيعُ ذَلِكَ إِن سَمِعتَ لِكَلِمَتي وَعَمِلتَ بِها. أَيضًا عِندَ الصَّليبِ إِصرارًا عَلى رَغبَتي الَّتي قُلتَها لَكَ هُنا، أَرَدتُكَ أَن تَكونَ لِأُمِّي إِبنًا بِشَخصِ يوحَنَّا الحَبيب. أَنتَ مُفاجَأٌ لِقَولي: أَن تَكونَ نسخَةً طبقًا عَنها؟ نَعَم، هذا ما أُريدُهُ، فَالقَداسَةُ الَّتي دَعَوتُ لَها مُنذُ البَدءِ هيَ تَعني الجَميع، وَلَكِنَّها مَعَ أُمِّي تَجَلَّت بِأَسمى جَمالٍ وَرَونَق. أُمِّي تُعَلِّمُكَ نَقاوَةَ القَلب، وَاستِضافَة الكَلِمَة، وَالخِدمَةَ المـُتَواضِعَة، وَالعَيشِ في الصَّلاةِ وَالصَّمتِ وَالتَّأَمُّل. هِيَ تُعَلِّمُكَ أَيضًا كَيفَ تُحِبّ وَكَيفَ تَصبِر عَلى الأَلَمِ وَالمـِحنَة. إِن تَعَلَّمتَ مِنها وَإِن اتَّخَذتَها لَكَ أُمًّا تُصبِحُ شَبيهًا لَها، عِندَئِذٍ كُلُّ مَن يَراكَ يَقولُ، إِنَّهُ ابنُ مَريَم العَذراء، إِنَّهُ ابنُ الكَنيسَة، إِنَّهُ تِلميذٌ حَقيقيّ للرَّبّ. تَأَمَّل بِالطُّوبى الَّتي قيلَت فيها، إِنَّها مِن جِهَةٍ أَشارَت لِرَونَقِ قَداسَتِها، وَمِن جِهَةٍ أُخرى دَلَّت عَلى أَنّي أَنا قَداسَتُها. فَليَكُرَّرَ الأَمرُ اليَومَ مَعَكَ، بِحَملِكَ وَقَبولِكَ لِكَلِمَتي الحَقَّة.

يَحمِلُ الإِنسانُ تاريخَهُ وَيَمشي، أَم تاريخُهُ يَحمِلُهُ وَيَمضي بِهِ؟! أَهوَ يُحَدِّدُ أَفكارَهُ وَميولَ مَشاعِرِهِ، أَم أَفكارَهُ وَمُيولَهُ تُحِدِّدُ لَهُ الوَجهَةَ الَّتي عَلَيهِ أن يَأخُذَها؟! لَيسَ المـُرادُ مِن هَذِهِ الأَسئِلَة طَرحًا وَنِقاشًا فَلسَفِيًّا، إِنَّما التَّأَمُّل الَّذي يَأخُذُ بالعَقلِ وَالقَلبِ مَعًا. لَقَد حَمَلَت العَذراءُ الكَلِمَة الإِلَه في كُلِّ كِيانِها، فَما عادَ تاريخُ أَسلافِها وَلا ماضيها مَن يُحَدِّدونَ مُستَقبَلَها، وَلَم يَعُد لِسَطوَةِ الأَفكارِ وَالعَواطِف الكَثيرَة وَالمـُتَناثِرَة قُوَّةً عَلَيها، إِنَّما حُرَّيَّة النَّعَم الَّتي قالَتها وَالتَزَمَتها، قَدَّسَت تاريخَها وَكُلّ كِيانِها؛ تَكمُنُ الطُّوبى في هذا الخَيارِ الصَّحيح وَالمـُقَدَّس. عُد لافتِقاداتِ الرُّوحِ القُدُسِ وَتَعزِياتِهِ لَكَ وَاجمَعها مَعًا. عَلَيها قُل اليَومَ للرَّبّ نَعَم مَع العَذراءِ مَريَم وَالتَزِمها عَمَلًا، فَتَستَحِقَّ الطُّوبى حَياةً.

رَبِّي يَسوع، مَعَ تِلكَ المـَرأَةِ وَمِن وَبَينَ كُلِّ أَوساطِ مُجتَمَعي وَمَعارِفي وَمَعَ الكَنيسَة أُمّي، أُريدُ أَن أَرفَعَ صوتي لِأَهتِفَ مِن جَديدٍ عَلى مَسامِعِكَ وَمَسامِعِ الكَثيرين: “طوبى للبَطنِ الَّذي حَمَلَكَ…”. هَذِهِ المـَرَّة وَفقًا لِرَغبَةِ قَلبِكَ، أُريدُ أَن أَحمِلَكَ بِقَلبي مِثلَ أُمِّكَ مَريَم يا مَن صِرتَ كَلِمَةً وَزادًا لي في القربان، فَلتَكُن كُلُّ أَعمالي تَمجيدًا لَكَ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!