الإنجيل اليومي

يوم الجمعة من أسبوع بشارة العذراء

موقع Allah Mahabba يوم الجمعة من أسبوع بشارة العذراء

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 4: 8 – 12

يا إِخوَتي، حِينَ كُنْتُم لا تَعْرِفُونَ الله، عَبَدْتُمْ مَنْ لَيْسُوا بِطَبِيعَتِهِم آلِهَة.

أَمَّا الآن، وقَدْ عَرَفْتُمُ الله، بَلْ بالأَحْرَى عَرَفَكُمُ الله، فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ إِلى الأَركَانِ الهَزِيلَةِ والحَقِيرَة، الَّتي تُرِيدُونَ مِنْ جَدِيدٍ أَنْ تَعْبُدُوهَا؟

إِنَّكُم تُرَاقِبُونَ الأَيَّامَ والشُّهُورَ والفُصُولَ والسِّنِين!

أَخْشَى أَنْ أَكُونَ قَدْ تَعِبْتُ عَبَثًا مِنْ أَجلِكُم!

أَسْأَلُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة: كُونُوا مِثْلِي، لأَنِّي أَنَا مِثْلُكُم. إِنَّكُم مَا أَسَأْتُمْ إِلَيَّ في شَيء!

إنجيل القدّيس يوحنّا 6: 40 – 44

قالَ الربُّ يَسوعُ: «هذِهِ مَشِيئَةُ أَبِي، أَنَّ كُلَّ مَنْ يُشَاهِدُ الٱبْنَ ويُؤْمِنُ بِهِ، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير».

فَأَخَذَ اليَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلى يَسُوع، لأَنَّهُ قَال: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء».

وكَانُوا يَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا يَسُوعَ بْنَ يُوسُف، ونَحْنُ نَعْرِفُ أَبَاهُ وأُمَّهُ؟ فَكَيْفَ يَقُولُ الآن: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاء؟».

أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا تَتَذَمَّرُوا في ما بَيْنَكُم.

لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير.

التأمّل             

         هَذِهِ مَشيئَةُ أَبي، أَنَّ كُلَّ مَن يُشاهِدُ الابنَ وَيُؤمِنُ بِهِ، يَنالُ حَياةً أَبَدِيَّة

         يَتَّسِمُ واقِعُ الحَياة، أَنَّهُ يَعرِضُ عَلى الإِنسانِ طُرُقًا عَديدَة، وَعَلَيهِ أَن يَختارَ فيما بَينها. خَيارُهُ يُحَتِّمُ عَلَيهِ مَسؤولِيَّةً عَلى كُلِّ مَسارِ حَياتِه. مِن هُنا نَكتَشِفُ ثَلاث مَحَطَّات نَقِفُ أَمامَها، وَهي: العَرض، الإِكتِشاف، وَالخَيار المـَسؤول. في العَرضِ يَأتي الإِعلام، لِيَدفَعَكَ لِاتِّخاذِ قَرارٍ بِناءً عَلى مَصلَحَةِ المـُستَفيد، مُستَخدِمًا ما أُوتِيَ مِن وَسائِل تُخاطِبُ احتِياجاتِكَ وَأَوَّلِياتِكَ. في الإِكتِشاف، أَنتَ مَن يَختَبِرُ ما قُدِّمَ لَكَ بَتَفَحُّصِكَ إِيَّاه، آخِذًا بِعَينِ الاعتِبار كُلَّ الأَبعادِ عَلى مِعيارِ القَناعَةِ وَالضَّرورَةِ وَالحاجَةِ الأَوَّلِيَّة، وَإِلَّا بِتَّ مُستَهلَكًا مِمَّا قُدِّمَ لَكَ، وَعَبدًا لَهُ. في الخَيارِ المـَسؤول تَكونُ أَنتَ مَن تَختارُ الطَّريق الَّذي أَرَدتَ أَن تَسلُكَهُ، فَكُلُّ ما يُؤتى عَلَيك مِن نَتائِج، لا يَعُد عَلى آخَر، إِنَّما عَلَيكَ أَنتَ. شاءَ اللهُ أَن يَعرِضَ عَلى الإِنسانِيَّة ابنَهُ الوَحيد، مُقَدِّمًا إِيّاهُ بِصورَةِ ابنِ الإِنسان، هُوَ الحَقُّ الكامِل وَالمـَحَبَّةُ الكامِلَة، وَالطَّائِعُ حَتَّى الصَّليب. مَن يَختَبِرُ المـَسيح، يَختَبِرُ حُرَّيَّتَهُ الشَّخصِيَّة، فَيَقِفَ أَمامَ الحَياةِ الأَبَدِيَّة.

         يَا بُنَيَّ، لا تَقُل لا تُعرَف مَشيئَةُ اللهِ، بَل تُعرَف، فَأَبي شاءَ أَن تَعرِفَها، وَأَن تَختَبِرَها، وَأَن تَختارَ الأَفضَلُ لَكَ. عَلَيكَ أَن تَعلَمَ أَنَّ حُرِّيتَكَ لَهِيَ أَرضٌ مُقَدَّسَةٌ عِندَ أَبي، لا أَدخُلُها إِلَّا بِكَلِمَةٍ صادِرَةٍ مِنكَ. مَشيئَةُ أَبي أَن تَعرِفَ بِمِلءِ إِنسانِيَّتِكَ مَعناها العَميق وَالتَّام فِيَّ. لا تُضِع الوَقتَ في عُروضٍ أُخرى، تَهدُرُ حَياتَكَ، بَل أَدعوكَ بِفِعلِ الإِيمانِ وَالحُرِّيَّةِ أَن تَختَبِرَ ما أَمُدُّكَ بِهِ مِن حَقٍّ وَحَياةٍ وَسَلام، فَتَكتَشِفَ الضَّائِع وَالنَّاقِص فيكَ. مَعي تُدرِكُ أَنَّ اكتِمالَكَ يَتَحَقَّقُ فِيَّ، وَأَنا هوَ ذاكَ الآخَر الَّذي يُحَقِّقُ كَمالَكَ بِالمـَحَبَّةِ الكامِلَة. قَد تَقولُ لي كَيف؟ عَبرَ لَجاجَتِكَ في مَعرِفَةِ ذاتِكَ الحَقَّة، وَعبرَ بَحثِكَ عَن المـَعنى، وَعَن طَريقِ الإِيمانِ وَالتَّمييزِ وَحاجَتُكَ العَميقَةِ لِلحُبِّ الشَّافي، تَتَقَدَّمُ في طَلَبي وَإِن كُنتَ لا تَدري. أَمامَ وَجهي تَرى ما كُنتَ تَبحَثُ عَنهُ، وَأَمامَ حَياتي الَّتي صارَت أَسطُرًا في الإِنجيل، تَكتَشِفُ المـَعنى لِحَياتِكَ. إِن كُنتُ خَيارَكَ، تَكونُ قَد اختَرتَ الحَياةَ الأَبَدِيَّة. بِإِمكانِكَ أَن تراني اليَوم بِوَجهِ الإِنسانِيَّة، وَإِن هِيَ هَشَّةٌ ضعيفَة، فَهِيَ أَيضًا مَكانُ اختِبارِ الحُبِّ وَالغُفران، مَوضِع تَجَسُّدي وَحُضوري الخَلاصيّ.

         قيمَةُ الإِنسان لَيسَت بِما يَصنَعهُ وَيُحَقِّقهُ، قيمَةُ الإِنسان لَيسَت بِما يَطمَحُ إِلَيه، وَلا هِيَ في المـَوقِعِ الَّذي يَشغَلُهُ، وَلا في حالَتِهِ إِن كانَت سَليمَة أَم مُصابَة بِعُقمٍ وَمَرض. لَيسَت قيمَتُهُ بِتَصَرُّفِه وَلا بِخُلُقِه، وَبما يَلتَزِم،… كُلُّ هَذِهِ ما هِيَ سِوى أَوجُهٍ وَقَد تَكونُ بِمَثابَةِ أَقنِعَة، وَلَكِن قيمَتُهُ في جَوهَرِهِ وَما دُعِيَ إِلَيهِ، وَهذِه لا تُعرَف عَلى مُستوى العُلوم، وَإِن عُمِلَ عَلَيها، إِنَّما تُعرَفُ عَلى المـُستَوى الرُّوحيّ، عَلى ضَوءِ الإِيمان. هذا الإِيمانُ الَّذي يَضَعُ النَّفسَ أَمامَ مِرآةِ تَجَسُّدِ الكَلِمة-الرَّبُّ يَسوع. هذا الإِيمانُ الَّذي يُوَلِّدُ فيكَ حَياةً تَدفَعُكَ نَحوَ مَن تَجِدُ فيهِ كُلَّ كِيانِكَ مُكتَمِلًا بِالنُّور. قَصدُكَ أَن تَتَأَمَّلَ بِالمـَعنى وَالحَقِّ المـُعطى لَك بِالرَّبِّ يَسوع لِإِنسانِيَّتِكَ، فـتَعرِف مَشيئَة الله.

رَبِّي يَسوع، يَا جَمالًا مُطلَقًا، تَوارَيتَ في إِنسانِيَّتي فَاتَّشَحَت بِجَمالِكَ البَهيّ، ما إِن وَجَدَت فيكَ مَعناها الكامِل. مَشيئَةُ أَبي أَن أَجِدَ ذاتي فيكَ، بِمَعرِفَتي لِمَحَبَّتِكَ الكامِلَة وَالمـُطلَقَة. لا تَكفي مَعرِفتي لِمَحَبَّتِكَ، بَل ما يُطلَبُ مِنِّي رَبِّي مِن دونِ إِلزامٍ، أَن أُحِبَّكَ بِحُرِّيَّتي، لِذا أَرجوكَ نَقِّ حُرِّيَتي، لِأَحيا مَشيئَتَكَ فِعلَ حَياةٍ أَبَدِيَّة. آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!