مقالات

كتاب “حزام الإيمان”

الفصل الأول: المقدمة

Allah Mahabba – كتاب “حزام الإيمان”!

أضع بين أيديكم كتابي ” حزام الإيمان” الذي هو مسيرة حياتي وتجاربي كفتاة من ذوي الحاجات الخاصة.

كل أسبوع سوف أنشر فصل من هذا الكتاب، على أمل أن يضيف على حياتكم لمحة من الرجاء والأمل

المقدمة

أحزن كثيراً على اناس من حولي يتذمرون ويشتكون من اوضاعهم ويصورون انفسهم كضحايا للحياة وشهداء احياء، فهم يكرهون الموت ويلعنون الحياة فأجدهم مسجونين ما بين الحالتين.  

عندما نولد تضع الحياة بين ايدينا كتاب بعناوين لفصول كثيرة، منها الحزين والموجع ومنها الفَرِح، وتترك لنا الخيار والقرار في كتابة التفاصيل، فبيدنا القلم وفي قلبنا الشعلة. وهنيئاً لمن يعرف الكتابة بحبر الفرح.

كتاب حياتي يحتوي على فصول كثيرة، وعنوانه الأبرز “صراع البقاء” والبقاء دائماً للأقوى، ولا اتكلم عن قوة الجسد، فهي زائلة لا محالة، ولكن مقدرتك على التكيّف والارتقاء هي سلاحك السري الذي سيفتح لك ابواب الحياة الواسعة.

ككل شخص مررت في حياتي بتجاربٍ واحداثٍ وتحدياتٍ عدة، اتسم معظمها بالألم. التقيت وجهاً لوجه مع الموت اكثر من مرة وفي كل مرة كنت اعود لأجد إنه لا زال امامي تحديات كثيرة واشواط كثيرة يجب ان اقطعها لأصل إلى ملء الحياة. وهذا ما أكده لنا السيد المسيح: “أما أنا فجئت لتكون لهم الحياة، بل ملء الحياة.” (يوحنا:10\10). وليس ملء الحياة إلاّ فرح وسلام نعيشه يومياً في كل مراحل واحداث حياتنا. وهذا ما اجمع عليه معظم فلاسفة ومفكري كل العصور.

على عتبة يوبيل حياتي الذهبي تعلمت بأن في داخل كلٍ منا ينبوع لا ينضب من السلام والرضى، وما المطلوب منا إلاّ أن ندخل إلى معبدنا الداخلي لكي نكتشفه، ولكننا تعلمنا على مدى العصور ان نهرب من ذواتنا وأن نتفنن في شتى انواع الملهيات والتسالي والمغريات فنمضي معظم اوقاتنا نغرف منها علّنا نملء فراغاً يزداد في الاتساع يوماً بعد يوم، غافلين عن حقيقة ما بداخلنا من كنوزٍ إن ثبرناها لملأتنا وفاضت على من حولنا فرحاً وسلام.

ما اقوله هو ما أعرفه وما أؤمن به، فبعد سنين طويلة بحثت فيها عن الفرح في وجوه الآخرين، في حين كان هذا الفرح في داخلي ينتظرني لكي اتعمق اكثر وادخل اكثر الى ذاتي لأكتشفه واعيشه.

أجل الحياة صعبة، ومليئة بالتحديات، ولكننا قادرين على عيشها بفرح وحكمة رغم كل شيء إن عرفنا أن نعيش كل لحظة على حدى دون أن نلوثها بالمقارنة بتجارب الماضي ونخاف من تبعيتها على المستقبل. فالاثنين بكل بساطة لا نملكهما.

لهذا اتيت اليوم راغبة ان اشركك بقصتي التي اردتها ان تكون ثمرة ايامي وذريتي على هذا الأرض. عسى أن تجد فيها ولو كلمة تمنحك الإيمان بالحياة وجمالها.

اسمح لي ان امنحك بطاقة دخول الى عالمي المصنف ثالث على مقياس السائرين بأرجلهم راجيةً ان تستمتع بإقامتك وأن لا تعود منه إلا وانت محمّل بالتذكارات لتوزعها على من تحب.

في قصتي غيّرت  بعض الأسماء احتراماً لأصحابها وحفاظاً على خصوصيتهم، كما اريد أن أذكر أن جميع الشخصيات الواردة مهما كان دورها في حياتي سلباً أم ايجاباً فإنني ارفعها بصلاتي فلها كل الفضل بما أنا عليه اليوم، فمن كان دوره سلبياً علمني التحدي ومن كان دوره إيجابياً أعطاني إيمان جديد بالحياة والإنسان، فشكري لهم جميعاً.

كما اريد أن اشير هنا بأنني وعند سرد بعض الأحداث أحببت أن ابقي بعض التفاصيل لنفسي، وهي لن تغيّر أو تؤثر على سرد القصة، ولكن تحفظت عن ذكرها حفاظاً على خصوصية بعض الأشخاص.

ففي النهاية فإنني هنا أسرد قصتي ومسيرتي وليس قصة من عايشتهم.

أثناء كتابتي لهذه السيرة الذاتية وحين وضعت أحداث حياتي على الورق دُهِشتُ لكمية الأحداث الأليمة التي مررت بها (وهذه حال كل إنسان) ولا أخفي القارئ بأنني وفي لحظة ضعف أشفقت على ذاتي التي عانت من هذا الكم من الأحزان والصعوبات، ولكنني أيضاً رفعتُ شكري، لأن كل حدث وكل الم علّمني أن أبتسم أكثر، وأشكر أكثر وأن أعيش اللحظة الحاضرة دون إضاعتها بالتأسف على الماضي أو بانتظار غدٍ أجمل. فلحظتنا الحاضرة هي أجمل وأغلى ما نملك.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!