مقالات

سيّدة الساعة

Provided by : aleksandar069/pexels

موقع Allah Mahabba – سيّدة الساعة

كَم تَمَنَّينا، على قَدرِ مَحَبَّتِنا، لو أنَّ العَهدَ الجَديدَ، تَكَلَّمَ عَلَيها أكَثَرَ. لَكِنَّهُ، جَعَلَها شامِخَةُ كأرزِ لُبنانَ، في ساعاتٍ ثٍلاثٍ. أأقولُ في ثُلاثِيَّةِ أسرارٍ مُكَوِّنَةٍ لِتاريخِ الخِلاصِ بإبنِها، لِمَسيرَةِ فِدائِهِ الكِبيرِ لِلجِنسِ البَشَرِيِّ؟
هيَ سيّدة الساعة، بِنَعَمِها، في سِرِّ تَجَسُّدِ كَلِمَةِ الآبِ الأزَلِيِّ.
وَهيَ سيّدة الساعة، بِنَعَمِها، في سِرِّ إبنِ الله، إبنِها بالجَسَدِ، الفِصحِيِّ، المُمتَدِّ مِن قانا، حَيثُ فَرَضَت هيَ أولى المؤمِنينَ بِهِ ساعَةَ إعتِلانِهِ ليؤمِنَ بِهِ تَلامِذَتُهُ وَقَد غَيَّرَت هيَ قَرارَ إختيارِهِ ساعَتَهُ، الى الجُلجُلَةِ حَيثُ خَمرُهُ، خَمرُ العَهدِ الجَديدِ، غَدا دَمُهُ المُهراقُ لأجلِ خَلاصِ بَني الإنسانِ.
وَهيَ سيّدة الساعة، بِنَعَمِها، في سِرِّ العَنصَرَةِ، قُوَّةَ ثَباتِ الخَليقَةِ الجَديدَةِ بالروحِ المُحيي والفاعِلِ أبَداً في العُصورِ، كي يَبقى سِرُّ الفِداءِ جَوهَرَ الحَياةِ الجَديدَةِ حتى إنقضاءِ الدُهورِ.
هي الحاضِرَةُ، والشاهِدَةُ، والمُرشِدَةُ، في ثُلاثِيَّةِ الساعَةِ الواحِدَةِ: ساعَةِ الإبنِ الذي سَبَقَتنا إلَيهِ نَحوَ بُلوغِهِ، وَسَبَقَتهُ إلَينا نَحوَ إدراكِنا… فِيهِ.
“تَعالوا نَذهَبُ، نَحنُ أيضاً، وَنَموتُ مَعَهُ”، صَرَخَ توما، لَكِنَّها هيَ مَن وَضَعَت كَلِماتِهِ هَذِهِ مَوضِعَ التَنفيذِ. تومانا، في لَيلِ الإيمانِ، هِرِبَ، وَشَكَّ. هيَ، في الَليلِ المُظلِمِ عَينِهِ، بَقيَتَ واقِفَةً، راسِخَةً في مِلءِ إرادَتِها، تَحقيقاً لِساعَةِ إبنِها الثُلاثِيَّةِ فيها… وَفينا، لأجلِنا.
فَيا أيَّتُها الثالوثِيَّةُ الساعَةِ وَسَيِّدَتُها، أبعِدي عَنَّا مُعاناةَ سُؤالِ إبنِكِ: “لِماذا بَحَثتُما عَنِّي؟” إذا ما أضَعناهُ بَعدَ ثَلاثَةِ أيّامٍ، بَل دَعينا نَجِدُهُ في بَيتِ أبيهِ، حَيثُ أعَدَّ لَنا مَنازِلَ كَثيرَةً، نَحنُ الذينَ، مَثلَكِ، سَمِعنا كَلامَهُ وَعَمِلنا بِهِ.
وَيا سيّدةَ الساعة وَثالوثِيَّتَها، عَلِّمينا أن نَنموَ في طاعَةِ فادينا، وَقَد أشفَقنا عَلى ضُعفِنا وَتجارِبِنا وَسُقوطِنا، لِنَقومَ حُبَّاً بِهِ وَمِنهُ وَفيهِ وَحدَهُ، فَلا نَهلِكَ.
أيَّتُها السَيِّدَةُ لِساعاتِنا كُلِّها، إجعَلينا نُخليَ كُلِّيَتَنا لِتَمتَلىءَ أرواحُنا بِهِ وَمِنهُ وَفيهِ وَحدَهُ، إبنُكِ، فادينا، الَذي قُدتينا إلَيهِ وَإقتادَنا إلَيكِ، فَنَهتِفَ لَهُ لأجلِكِ: “طوبى لِلمَرأةِ التي وَلَدَتكَ وأرضَعَتكَ!”

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “سيّدة الساعة“. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!