الإنجيل اليومي

جمعة الأُسبوع الخامِس من الصّوم الكبير

موقع Allah Mahabba  جمعة الأُسبوع الخامِس من الصّوم الكبير

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 2: 12 – 19

يا إخوَتِي، إِعْمَلُوا لِخَلاصِكُم بِخَوْفٍ ورِعْدَة، كَمَا أَطَعْتُمْ دَائِمًا، لا في حُضُورِي فَحَسْب، بَلْ بِالأَحرى وبِالأَكْثَرِ الآنَ في غِيَابِي.

فَٱللهُ هُوَ الَّذي يَجْعَلُكُم تُرِيدُونَ وتَعْمَلُونَ بِحَسَبِ مَرْضَاتِهِ.

إِفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال،

لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم، وأَبْنَاءً للهِ لا عَيْبَ فيكُم، وَسْطَ جِيْلٍ مُعْوَجٍّ ومُنْحَرِف، تُضِيئُونَ فيهِ كالنَّيِّراتِ في العَالَم،

مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الحَيَاة، لٱفْتِخَارِي في يَومِ المَسِيح، بِأَنِّي مَا سَعَيْتُ ولا تَعِبْتُ بَاطِلاً.

لو أَنَّ دَمِي يُرَاقُ على ذَبِيحَةِ إِيْمانِكُم وخِدْمَتِهِ، لَكُنْتُ أَفْرَحُ وأَبْتَهِجُ مَعَكُم جَمِيعًا.

فَٱفْرَحُوا أَنْتُم أَيْضًا وٱبْتَهِجُوا مَعِي.

وأَرجُو في الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيكُم طِيمُوتَاوُسَ عاجِلاً، لِتَطِيبَ نَفْسِي أَنَا أَيْضًا، مَتَى ٱطَّلَعْتُ على أَحْوالِكُم.

إنجيل القدّيس لوقا 4: 31 – 44

نَزَلَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم، وهيَ مَدِينَةٌ في الجَليل، وكَانَ يُعلِّمُهُم في السُّبُوت.

فبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّهُ كانَ يَتَكَلَّمُ بِسُلْطَان.

وكانَ في المَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِس، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيم:

آه! مَا لَنَا ولَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيّ ؟ هَلْ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنا؟ أَنَا أَعْلَمُ مَنْ أَنْت: أَنْتَ قُدُّوسُ الله!.

فزَجَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «إِخْرَسْ! وٱخْرُجْ مِنْ هذَا الرَّجُل!». فطَرَحَهُ الشَّيْطَانُ في الوَسَطِ، وخَرَجَ مِنْهُ، ولَمْ يُؤْذِهِ بِشَيء.

فتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم وأَخَذُوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا قائِلين: «ما هذا الكَلام؟ فَإنَّهُ بِسُلْطَانٍ وقُوَّةٍ يَأْمُرُ الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتَخْرُج».

وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ مَكَانٍ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَة.

وقَامَ يَسُوعُ مِنَ المَجْمَعِ فَدَخَلَ بَيْتَ سِمْعَان. وكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ مُصَابَةً بِحُمَّى شَدِيدَة، فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا.

فٱنْحَنَى عَلَيْها، وزَجَرَ الحُمَّى فَتَرَكَتْهَا. وفَجْأَةً قَامَتْ وصَارَتْ تَخْدُمُهُم.

وعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْس، كانَ جَمِيعُ النَّاسِ يَأْتُونَ إِلَيْهِ بِكُلِّ مَا لَدَيْهِم مِن مَرْضَى مُصَابِينَ بأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَة. فكَانَ يَضَعُ يَدَيهِ على كُلِّ واحِدٍ مِنْهُم ويَشْفِيهِم.

وكَانَتْ أَيْضًا شَياطينُ تَخْرُجُ مِنْ مَرْضَى كَثِيرِين، وهيَ تَصْرُخُ وتَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنُ الله!». فكَانَ يَزْجُرُهُم ولا يَدَعُهُم يَتَكَلَّمُون، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ هُوَ المَسِيح.

وعِنْدَ الصَّبَاح، خَرَجَ يَسُوعُ ومَضَى إِلى مَكَانٍ قَفْر، وكَانَ الجُمُوعُ يَطْلُبُونَهُ، فأَتَوا إِلَيْهِ وَحَاوَلُوا أَنْ يُمْسِكُوا بِه ِ لِئَلاَّ يَبْتَعِدَ عَنْهُم.

فقَالَ لَهُم: «عَلَيَّ أَنْ أُبَشِّرَ سَائِرَ المُدُنِ أَيْضًا بِمَلَكُوتِ ٱلله، فإِنِّي لِهذَا أُرْسِلْتُ ».

وكَانَ يُبَشِّرُ في مَجَامِعِ اليَهُودِيَّة.

التأمّل

فذاعَ صيتُه في كُلِّ مَكانٍ مِن تِلكَ النَّاحِيَة“

يَشغَلُ الإِعلامُ في عالَمِ اليَومِ، مَكانًا مُهِمًّا، وَيَلعَبُ دَوراً أَساسِيّاً على صَعيدِ نَقلِ الأَخبارِ، وَإِعلاءِ مَقام وَشَأن النَّاس، فَلِكَي يُصبِحَ المـَرءُ مَشهوراً، لا مَحالَة، عَلَيهِ أَن يَظهَرَ على شاشاتِ التَّلفَزَة، وَمِن خِلالِ وسائِل التَّواصُلِ الإِجتِماعيّ، وَلَكِن يَبقى هُناكَ فَرقٌ شاسِع ما بَينَ الشُّهرَة، وَالصّيت الحَسَن، فَالأَوَّل يَحتاجُ للإِعلامِ، بَينَما الثَّاني يُعرَفُ مِن خِلالِ أَبسَطِ العَلاقاتِ وَأَقرَبَها، ضمنَ البَيتِ الواحِد وَالعائِلَة وَالأَصدِقاءِ وَالعَمَل. لا تَعني الشُّهرَةُ عَمَلَ الخَيرِ، بَينَما الصّيتُ الحَسَن، يَعني الخَيرَ وَالفَضيلَةَ وَالصَّلاح. بِإِمكانِكَ أَن تَكونَ مَشهوراً لِأَسبابٍ مُتَعَدِّدَة، أَمَّا أَن تَكونَ صاحِبَ صيتٍ حَسَن، فَالأَمرُ يَتَّصِلُ بالشَّهادَة الصَّالِحَة الَّتي تُقَدِّمُها. بِالشُّهرَة أَنتَ تُقَدِّمُ نَفسَكَ، أَمَّا عِندَما تَتَحَلَّى بِشَهادَةٍ صالِحَة وَصيتٍ حَسَن، أَعمالُكَ هِيَ الَّتي تُخبِرُ عَنكَ، وَلَيسَ أَيُّ أَمرٍ آخَر. لَقَد ذاعَ صيتُ الرَّبَّ يَسوع في كُلِّ مَكانٍ، وَميزَتَهُ أَنَّ كُلّ مَن كانَ يَسمَع بِأَخبارِهِ كانَ يُدهَشُ بِها، وَيُمَجِّدُ اللهَ، مُتَسائِلًا إِن كانَ هوَ المـَسيح.

يَا بُنَيَّ، يُريدُكَ العالَم أَن تُجَمِّلَ صورَتَكَ وَفقاً لِمَرائِهِ، وَيَعرِضُ عَلَيكَ الشُّهرَةَ طِبقًا لِطُرُقِهِ، وَهَذِهِ كُلُّها لا تَعني أَبَداً هُوِيَّتَكَ الحَقيقِيَّة، وَالَّتي تَتَّصِلُ دائِماً بِالخَيرِ الَّذي تَصنَعهُ وَتَعيشُهُ لا كَفَرضٍ وَواجِبٍ أَخلاقِيٍّ وَاجتِماعيٍّ، إِنَّما كَتَعبيرٍ حَقيقيٍّ عَمَّن تَكونُ مَعي. كُثُرٌ مِمَّن يُريدونَ اتِّباعي، تَراهُم يُجهِدونَ النَّفسَ لأَن يَصنَعوا الخَيرَ عَلَّهُم يَتَشَبَّهونَ بي، وَلَكِن يَسقُطونَ سَهوًا، وَهُم يَنتَظِرونَ مَديحَ النَّاسِ لَهُم، مِمَّا يُبَيِّن سَعيَهُم الخاطِئ لِاتِّخاذِ مَوقِعٍ في المـُجتَمَع وَهُم يَستَخدِمونَ اسمي، وَالوَقتُ مَعَ الأَحداثِ يُبَيِّنُ شَهادَتَهُم الخاطِئَة وَالسَّيِّئَة، أَمَّا مَن يَقبَل بِفَرَحٍ دَعوَتي لَهُ، تَعرِفُهُ بِعَلامَةِ التَّواري وَالتَّواضُع، فَلا يَسعَ أَبَداً لِيُرضي النَّاسَ، وَلا يَهتَمُّ أَبَداً لِما يُقالُ فيهِ وَعَنهُ إِن كانَ سَيّئاً أَم صالِحاً، فَجُلَّ اهتِمامِهِ أَن يَعيشَ رِضايَ وَهوَ في حالَةِ ثَباتٍ وَاتّحادٍ بي. عِندَما تَتَأَمَّل في سيرَتي وَإِنجيلي تَرى كَيفَ أَنَّني لَم أَعِش لِأُرضي أَحَداً، وَلَم أَسعَ وَراءَ رِبحٍ ما، إِنَّما انطَلَقتُ مِن مَرضاةِ الآبِ عَلَيَّ، وَأَعرَبتُ عَن مَوقِعِهِ في قَلبي وَحَياتي، وَعِشتُ المـَحَبَّةَ الَّتي بِها أَحَبَّني، فَذاعَ صيتي في كُلِّ مَكانٍ، لِيَكونَ عَلامَةَ جَذبٍ تَشُدُّ النُّفوسَ لِتَعرِفَ مَحَبَّةَ اللهِ بي.

عُرِفَ يَسوعُ بِالسُّلطانِ المـُعطى لَهُ مِن قِبَلِ الآب، فيما مُلوكُ الأَرضِ وَزُعَماؤها يُعرَفونَ بِسُلطَةِ الإِستِبدادِ وَالإِستِعبادِ الَّذي يُطَبّقونَهُ عَلى رَعاياهُم. عُرِفَ سُلطانُ الرَّبّ بِالقُوَّةِ الَّتي تُحَرِّر الإِنسان مِن قِوى الظَّلامِ وَالشَّرّ، بَينَما سُلطانُ العَالَم يَعمَلُ على عَكسِ هَذِهِ الوَجهَة إِذ فيهِ مِنَ التَّسَلُّطِ وَالتَّمَلُّك ما يَجعَلُ مِنَ الإِنسانِ مُقَيَّداً بِسَلاسِل الدُّونِيَّةِ وَالإِحتِقار، بَينَما المـَسيحُ يَرفَعُ كَرامَةَ الشَّخص إِلى مُستَوى صورَةِ اللهِ كَمِثالِهِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ سُلطانَهُ يَقومُ على المـَحَبَّة، بَينَما سُلطانُ العالَم يَزعَم وَيَدَّعي العَدلَ وَالعَدالَة. لِكُلِّ إِنسانٍ وَفقاً لِمَوقِعِهِ الإِجتِماعيّ سُلطانٌ مُحَدَّد، قَد يَستَخدِمُهُ إِمَّا على مِثالِ الرَّبّ أَو على العَكسِ مِنهُ تَماماً، يَبقى عَلَيكَ أَن تَسأَلَ نَفسَكَ أَيٌّ مِنهُما تَختار في حَياتِكَ.

رَبّي يَسوع، إِلى أَيّ مَكانٍ أَتَّجِهُ أَسمَعُ عَنكَ، وَفي أَيِّ مَكانٍ أُقيمُ أَكتَشِفُ أَثَرَكَ، وَمَعَ أَيِّ شَخصٍ أَلتَقي أَجِدُ أَنَّ البَحثَ الحَقيقيّ وَالمـَطلوبَ الواحِد يَعني شَخصَكَ. السَّمواتُ تُحَدِّثُ بِمَجدِكَ وَالجَلَدُ يُخبِرُك عَنكَ، وَالكُلُّ يُشيدُ بِاسمِكَ، وَيَلتَمِسُ وَجهَكَ، لَقَد ذاعَ صيتُ أَعمالَكَ، وَآلامَكَ، وَقِيامَتَكَ في كُلِّ الأَرض، وَغايَتُكَ جَذبي إِلَيكَ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة جمعة الأُسبوع الخامِس من الصّوم الكبير” فذاعَ صيتُه في كُلِّ مَكانٍ مِن تِلكَ النَّاحِيَة“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!