تابعونا على صفحاتنا

مقالات

“صَارِع” الربّ بدل مصارعة الظلمة

يعقوب يصارع الله

موقع Allah Mahabba – “صَارِع” الربّ بدل مصارعة الظلمة

يُخبر العهد القديم في سفر التكوين (اقرأ تكوين 33: 23- 33)، عن يعقوب، ابن اسحق، ابن إبراهيم، وهو يتصارع طوال الليل مع الله. يحدث ليعقوب، في صراعه هذا أن يلتقي الله في الليل فيصارعه! ويُخلع وِركِ يعقوب في مصارعته لله! أصرّ يعقوب أن يجعل من ليلته ليلة صراع مع الله ولم يدع الله يذهب قبل أن يُباركه! بعد تلك الليلة، صار يعقوب أعرجاً. فإن نظرت إلى يعقوب وهو يسير بعد تلك الليلة رأيت في عرجته ذكرى لقاء الله، ذكرى الصراع مع الله. أصبح ضعفه تذكاراً مستمرّاً للقاء الإله بدلاً عن ذكرى قاتمة لليلٍ أسود.  

في ليالينا المظلمة، كما في ليلة يعقوب، غالباً ما نقرأ من الكتاب المقدّس أو نلجأ لأحد نصوصه عسانا نلتقي الله. لكنّنا نرفض صراع الربّ في فهمنا لكتابه. نرفض البقاء في حالة مصارعة مع معاني النصّ حتّى نفهمها جميعًا. نريد لنصوص الكتاب المقدّس أن تكون كالصرّاف الآلي الذي نسحب منه الأموال في البنك فوراً. نريد من الإنجيل أن يستجيب لحاجتنا الفوريّة دون تساؤلات أو حاجة للصبر. لكنّ الإيمان هو لقاء مع الربّ وليس توقّعات من الربّ. وقد تخيب آمالنا من الإنجيل إن لم يستجب لتوقّعنا المباشر ولم نفهم نصوصه فوراً.   

لكن إن لم نفهم معانيه فوراً علينا أن “نصارعه” كما صارعه يعقوب! أن نبحث عن تفاسير، نقرأ النصوص التي قبله وبعده، نسأل أحد الأصدقاء، أحد الخبراء، أحد اللاهوتيّين، نصلّي كي تفهم أكثر… نصرّ على “صراع” نصوص الإنجيل علّ كلمة الله تكسر “وركنا” في مصارعتنا لها. فكلّما سرنا بعدها تذكّرنا أنّ في إحدى ليالينا المظلمة التقينا بكلمة الله حقّاً وذكرى ذلك اللقاء تسري فينا كلّ يوم.

سفر التكوين 33: 25- 33

بَقِيَ يَعْقوبُ وَحدَه. 26 فصارَعَه رَجُلٌ إِلى طُلوعِ الفَجْر. ورأَى أَنَّه لا يَقدِرُ علَيه، فلَمَسَ حُقَّ وَرِكِه، فآنخَلَعَ حُقُّ وَرِكِ يَعْقوبَ في مُصارَعَتِه لَه. 27 وقال: “اِصرِفْني، لأَنَّه قد طَلَعَ الفَجْر”. فقالَ يَعْقوب: “لا أَصرِفُكَ أَو تُبارِكَني”. 28 فقالَ له: “ما اَسمُكَ؟” قالَ: “يَعْقوب”. 29 قال: “لا يَكونُ آسمُكَ يَعْقوبَ فيما بَعْد، بل إِسْرائيل، لأَنَّكَ صارَعتَ اللهَ والنَّاسَ فغَلَبتَ”. 30 وسأَلَه يَعْقوبُ قال: “عَرِّفْني اَسمَكَ”. فقال: “لِمَ سُؤَالُكَ عنِ اَسْمي؟”، بارَكَه هناك. 31 وسمَّى يَعْقوبُ المَكانَ فَنوئيلَ قائِلاً: “إِنِّي رأَيتُ اللهَ وَجْهاً إِلى وَجْه، ونَجَت نَفْسي”. 32 وأَشرَقَت لَه الشَّمسُ عِندَ عُبورِه فَنوئيل، وهو يَعرُجُ مِن وَرِكِه. 33 ولِذلِك لا يَأكُلُ بَنو إسْرائيلَ عِرْقَ النَّسا الَّذي في حُقِّ الوَرِكِ إِلى هذا اليَوم، لأَنَّه لَمَسَ حُقَّ وَرِكِ يَعْقوبَ على عِرْقِ النَّسا.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة ” “صَارِع” الربّ بدل مصارعة الظلمة “. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!