الإنجيل اليومي

خَميس أسبوع الأبرار والصدّيقين

موقع Allah Mahabba  خَميس أسبوع الأبرار والصدّيقين

الرسالة إلى العبرانيّين 13: 1 – 8

يا إِخوَتِي، فَلْتَثْبُتْ فيكُمُ المَحَبَّةُ الأَخَوِيَّة.

ولا تَنْسَوا ضِيَافَةَ الغُرَبَاء، فإِنَّ بِهَا أُنَاسًا أَضَافُوا المَلائِكَةَ وهُم لا يَدْرُون.

أُذْكُرُوا الأَسْرى كأَنَّكُم مَعَهُم مأْسُورُون، والْمُضَايَقِينَ كَأَنَّكُم أَنْتُم في جَسَدِكُم مُضَايَقُون.

لِيَكُنِ الزَّواجُ مُكَرَّمًا عِندَ الجَمِيع، والفِرَاشُ الزَّوجِيُّ نَقِيًّا، لأَنَّ اللهَ سَيَدِينُ الفُجَّارَ والزُّنَاة.

لِيَكُنْ تَصَرُّفُكُم مُنَزَّهًا عَنْ حُبِّ المَال، وٱكْتَفُوا بِمَا عِنْدَكُم، لأَنَّ اللهَ نَفْسَهُ قَال: «لَنْ أُهْمِلَكَ، لَنْ أَتْرُكَكَ!».

فَنَقُولُ واثِقِين: «أَلرَّبُّ عَونٌ لِي، لَنْ أَخَاف: مَاذا يَصْنَعُ بِيَ البَشَر؟».

تَذَكَّرُوا مُدَبِّرِيكُمُ الَّذِينَ خَاطَبُوكُم بِكَلِمَةِ الله، وتأَمَّلُوا بِمَا ٱنْتَهَتْ إِلَيهِ سِيرَتُهُم، وٱقْتَدُوا بإِيْمَانِهِم.

إِنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ هُوَ أَمْسِ واليَومَ وإِلى الأَبَد.

إنجيل القدّيس متّى 15: 21 – 26

قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ: «سَمِعْتُم أَنَّهُ قِيلَ لِلأَقْدَمِين: لا تَقْتُلْ. ومَنْ يَقْتُلْ يَسْتَوْجِبْ حُكْمَ القَضَاء.

أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلى أَخِيهِ يَسْتَوجِبُ حُكْمَ القَضَاء. ومَنْ قَالَ لأَخِيه: يَا أَحْمَق! يَسْتَوجِبُ حُكْمَ المَجْلِس. ومَنْ قَالَ: يَا كَافِر! يَسْتَوجِبُ نَارَ جَهَنَّم.

فَإِنْ كُنْتَ تُقَدِّمُ قُرْبَانَكَ عَلى المَذْبَح، وتَذَكَّرْتَ هُنَاكَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْك،

فَدَعْ قُرْبَانَكَ هُنَاكَ أَمَامَ المَذْبَح، وَٱذْهَبْ أَوَّلاً وصَالِحْ أَخَاك، وحينَئِذٍ عُدْ وقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.

بَادِرْ إِلى إِرْضَاءِ خَصْمِكَ مَا دُمْتَ مَعَهُ في الطَّرِيق، لِئَلاَّ يُسْلِمَكَ الخَصْمُ إِلى القَاضي، والقَاضي إِلى الشُّرْطِيّ، وتُلْقَى في السِّجْن.

أَلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مَنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الفَلْسَ الأَخِير.

التأمّل

”وَاذهَب أوَّلاً فَصالِح أخاكَ، ثًمَّ عُدّ فَقَرِّب قُربانَكَ“

يَسهُلُ عَلَينا مُمارَسَةَ الطُّقوس الدِّينيَّة وَالمـُشارَكَة في الصَّلواتِ الجماعِيَّة، وَأَن نُحاضِرَ وَنَعِظَ بالإِيمانِ وَالدِّينِ وَالأَخلاق، وَلَكِن أَن نَعيشَ ما نَقول أَو ما نُؤمِن بِهِ طِبقًا لِتَعليمِ يَسوع، فَهُنا نَجِدُ لِلأَسَفِ صُعوبَةً شَديدَةً في الإِلتِزام. يَعودُ هذا الأَمر إِلى تَربِيَتِنا وَإلى تَنشِئَتِنا الرُّوحِيَّة، وَأَيضًا لِلمِثالِ الَّذي قُدِّمَ لَنا، إِذ تُعطى الأَوَّلِيَّةُ لِلأُمورِ الخارِجِيَّة مِثلَ عَيشِ الطُّقوس، فيما المـُغامَرَة في عَيشِ وَصايا الرَّبّ، نَتَوانى عَنها، مِمَّا يَجعَلُنا مُنفَصِمي الشَّخصِيَّة الإِيمانِيَّة، وَنَحنُ مُرتاحو البال، وهذا ما يَجعَلُنا كَجَماعَةٍ مُلتَزِمَةٍ مُرائينَ، فَتَلاشَت الشَّهادَةُ وَالسُّلوكَ الحَسَن مِن وَسَطِنا. نُلاحِظُ في حَياةِ الكَنيسَة وَالمـُجتَمَع جَماعاتٍ تُنَظِّمُ دَوراتَ تَوعِيَةٍ نَظَرِيَّة تَهدِف لِمُساعَدَتِنا عَلى اكتِشاف السُّبُل الَّتي تَجعَلُنا نَنتَقِل مِنَ البُعدِ النَّظَريّ إِلى البُعد التَّطبيقيّ وَالعَمَليّ، أَمَّا واقِعُ الإِختِبار يَكشِفُ لَنا أَنَّ قِلَّةٌ هُمُ الَّذينَ يَلتَزِمونَ، فَيُحَقِّقونَ تَحَوُّلاً، يَستَقطِبُ الإِنتِباهَ وَالتَّقدير. مِن هُنا نُدرِكُ أَهَمِّيَّةَ القَرار الشَّخصيّ الحُرّ في إِلتِزام عَيشِ القِيَمِ الَّتي تَتَطَلَّب مُثابَرَة.

يَا بُنَيَّ، لا تَدَع الوَقتَ يَمُرُّ سُدًى، دونَ أَن تَستَفيدَ مِنهُ، فَهوَ جِزءٌ أَساسيٌّ مِن حَياتِكَ، وَكُلَّ لَحظَةٍ تَمضي لَن تَعودَ أَبَدًا. لا تَدَع الجِراحَ تُقَيِّدُ حَياتَكَ كُلَّها، فَتَبقى أَسيرَ ماضيكَ. لِتَعيشَ عَلَيكَ أَن تُريدَ الحَياةَ وَأَن تَرغَبَ بِها، وَأَن تُعاكِسَ فِكرَ العالَمِ وَتَيَّاراتِهِ الَّتي تَضَعُكَ في مَهَبِّ عَواصِفِ الأَهواءِ العاتِيَة. أَيُّ مَنفَعَةٍ تَجني إِن أَسَرتَ نَفسَكَ بِروحِ الحِقدِ وَالغَضَب؟ لا تَسمَح لِلمَشاكِلِ العائِلِيَّةِ وَالبَيتِيَّةِ وَلا لِمَشاكِلِ العَمَلِ وَالصَّداقاتِ أَن تَضَعَكَ في مَوقِفِ الإِنعِزالِيَّةِ وَالهُروبِ مِن واقِعِ حَياتِكَ، لِذَلِكَ عَلَيكَ بِالمـُواجَهَةِ وَفقاً لِإِلهاماتِ الرُّوحِ القُدُسِ، لِأَنَّكَ بِها تُثبِتُ التِزامَكَ في الخَير. يَحُثُّكَ الشَّرُّ لِأَن تَجتَرَّ الأَفكارَ السَّوداوِيَّةِ بِطَريقَةٍ تُغسِلُ فِكرَكَ، فَتُصبِح نَظرَتُكَ سَلبِيَّة، لِذَلِكَ امقُتهُ سَريعًا. إِنَّني عِندَما أَدعوكَ لِتُصالِحَ أَخاكَ أَوَّلًا، هذا يَعني أَنَّ الأَوَّلِيَّة الثَّابِتَة وَالدَّائِمَة عِندي هيَ المـَحَبَّة، فَبِها تَتَحَقَّقُ المـُصالَحَة، وَيَتِمُّ الحِوارُ وَالتَّفاهُم وَالتَّلاقي وَقَبول الآخَر رُغمَ خَطاياه. بِقُوَّتِها تَستَطيعُ أَن تَخدُمَ مِن دونِ انتِظارات، وَفيها تَعيشُ حاضِرَكَ على ضَوءِ الرَّجاءِ، الَّذي يَسمَح لَكَ أَن تَتَخَطَّى زَلَّاتِكَ وَزَلَّاتِ الآخَرين، لأَنَّكَ بِرَحمَتي تَجِدُ كُلَّ شِفاء.

تَناوَلَ يَسوعُ في تَعليمَهُ خِطابًا روحِيّاً حَولَ الوَصايا، مِثَل سائِرِ الرَّابّيّين، وَلَكِنَّهُ مَضى إِلى جُذورِ وَأَسبابِ الخَطيئَة النَّابِعَة مِنَ القَلب، وَالمـُلفِت أَنَّهُ جَمَعَ ما بَينَ التَّعبير الإِيماني مِن خِلالِ عَيشِ الطُّقوس الدّينيَّة، وَالحَياةِ اليَومِيَّة، فَالأَوَّل هوَ تَعبيرٌ عَن سَوِيَّةِ الثَّاني، لِأَنَّهُ إِذا أَقصَينا حُضورَ الله عَمَّا نَعيشَهُ في يَومِياتِنا، يُصبِحُ التَّعبير اللّيتورجيّ ذاتَ طابِعٍ شَكليّ. العَلاقَةُ مَعَ الله تَعني كُلَّ لَحظَةٍ مِن حَياتِنا، وَتُتَوَّجُ بِالطُّقوسِ الدّينيّة، متى أُدغِمَت بِالإِيمانِ القَويم. لَقَد دَعانا الرَّبّ لِنَعيشَ المـُصالَحَة الَّتي حَقَّقَها بِذَبيحَةِ الصَّليب، وَعِندَ تَقدِمَتَنا القَرابينَ على مَذبَحِهِ المـُقَدَّس، نَكونُ مَعَهُ قَد قَدَّمنا حَياتَنا كَذَبيحَةٍ شُكرٍ وَمَحَبَّة. لا تَقبَل العَيشَ بِانفِصامِيَّةٍ تُؤَدّي إِلى قُسمَةِ قَلبِكَ، بَل التَزِم حالًا قِيمَ الإِنجيلِ.

رَبّي يَسوع، هَبني القُوَّةَ الَّتي وَهَبتَها لِيَعقوبَ عِندَما كانَ خائِفاً من مُلاقاتِ أَخيهِ عيسو، وَاعطِني صَفحَ عيسو، عِندما أَسرَعَ إِلى مُعانَقَةِ أَخيهِ يَعقوب. كَما أَتَيتَ لِتُصالِحَني مَعَ الآبِ السَّماويّ، قَبلَ تَقدِمَةِ ذاتِكَ على مَذبَحِ الصَّليب، فَلتَكُن كُلَّ حَياتي سِرَّ مُصالَحَةٍ، قَبلَ أَن أُسَتَودِعُكَ روحي، كَفِعلِ تَقدِمَةٍ وَشُكرٍ وامتِنانٍ كَبير، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة خَميس أسبوع الأبرار والصدّيقين ”وَاذهَب أوَّلاً فَصالِح أخاكَ، ثًمَّ عُدّ فَقَرِّب قُربانَكَ“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!