الإنجيل اليومي

خميس الأسبوع الثّاني بعد الدّنح

موقع Allah Mahabba  خميس الأسبوع الثّاني بعد الدّنح

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 2: 12 – 17

يا إخوَتِي، لَمَّا وَصَلْتُ إِلى تُرْوَاسَ لِلتَّبْشِيرِ بإِنْجِيلِ المَسِيح، وٱنْفَتَحَ لي بَابٌ في الرَّبّ،

لَمْ تَطْمَئِنَّ نَفْسِي، لأَنِّي لَمْ أَجِدْ طِيطُسَ أَخِي، فَوَدَّعْتُ الإِخْوَةَ وَخَرَجْتُ مِنْ هُنَاكَ إِلى مَقْدُونِيَة.

فَٱلشُّكْرُ للهِ الَّذي يَطُوفُ بِنَا عَلى الدَّوَامِ في مَوْكِبِ النَّصْرِ بِالمَسِيح، ويَنْشُرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ الطَيِّبَةَ في كُلِّ مَكَان،

لأَنَّنَا للهِ نَفْحَةُ المَسِيحِ الطَّيِّبَة، لِلَّذِينَ يَخْلُصُونَ ولِلَّذِينَ يَهْلِكُون:

لِهؤُلاءِ نَفْحَةٌ تَزِيدُهُم مَوْتًا عَلى مَوْت، ولأُولئِكَ نَفْحَةٌ تَزِيدُهُم حَيَاةً عَلى حَيَاة! ومَنْ تُرَاهُ أَهْلٌ لِذلِكَ؟

فَنْحْنُ لَسْنَا كَالكَثِيرِينَ الَّذينَ يُتَاجِرُونَ بِكَلِمَةِ ٱلله، بَلْ إِنَّنَا بِإِخْلاص، ومِنْ قِبَلِ ٱلله، وفي حَضْرَةِ ٱلله، في المَسِيحِ نَتَكَلَّم!

إنجيل القدّيس متّى 9: 9 – 13

فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، رَأَى رَجُلاً جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، إِسْمُهُ مَتَّى، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي». فقَامَ وتَبِعَهُ.

وفيمَا يَسُوعُ مُتَّكِئٌ في البَيْت، إِذَا عَشَّارُونَ وخَطَأَةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاؤُوا وٱتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وتَلامِيذِهِ.

ورَآهُ الفَرِّيسِيِّوُنَ فَأَخَذُوا يَقُولُونَ لِتَلامِيْذِهِ: «مَا بَالُ مُعَلِّمِكُم يَأْكُلُ مَعَ العَشَّارِيْنَ والخَطَأَة؟».

وسَمِعَ يَسُوعُ فَقَال: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء.

إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ

التأمّل

”لا يَحتاجُ الأَصِحَّاءُ إلى طَبيب، بَل الَّذينَ بِهِم سوء“

صاعِقَةٌ كَلِماتُ يَسوع، إِن سَمِعناها وَنَحنُ نَنتَظِرُ العِقابَ وَالدَّينونَةَ مِنَ الله. قَوِيَّةٌ كَلِماتُ يَسوع، إِن تَأَمَّلناها، عَرَفنا أَنَّهُ هوَ الكَلِمَةُ الَّذي بِهِ وَفيهِ وَلَهُ خُلِقنا، وَإِن أُخِذنا مِنَ التُّرابِ، وَكَإِناءِ الخَزَفِ مُعَرَّضينَ دائِمًا لِلكَسرِ وَالسَّحقِ، فَهوَ قَد أَتى لِيُصلِحَ، وَيَبني وَيَشفي. تُخبِرُنا الأَناجيلُ مَعَ بِشارَةِ زَكَرِيَّا الكاهِنِ في الهَيكَل، وَمَعَ يوحَنَّا ابنُهُ في البَرِّيَّةِ عَن انتِظارِ الشَّعب، لافتِقادِ اللهِ لَهُ، وَكانَت الصُّورَةُ الأَبرَز لِهذا الإِفتِقاد ذاتُ مَنحَيَين، مِن جِهَةٍ يَعِمُّ الزَّمَنُ المـَشيحانيّ الَّذي يَخُصُّ شَعبَهُ الخاصّ، وَمِنَ الجِّهَةِ الثَّانِيَة يَبطِشُ بِالأَعداء وَيَظفَر مُنتَصِرًا عَلَيهِم لِيَملِكَ مَسيحُ اللهِ كَمَلِكِ زَمَنِيٍّ على شَعبِهِ في الأَرض. أَتى الرَّبُّ وَقالَ عَن الإِنسان، كُلِّ إِنسانٍ أَنَّهُ بِحاجَةٍ إِلى الشِّفاء، فَأَرادَ أَن يَعُمَّ الزَّمَنَ المَشيحانيّ، كُلَّ النَّاسِ وَفي كُلِّ الأَزمِنَةِ. انتِظارُنا لِشِفائِهِ لَنا صارَ رَجاءً حَيًّا يَنبَعُ مِن جُرحِهِ الخَلاصيّ. مَعَ يَسوع نَستَطيعُ أَن نَكشِفَ عَن ضُعفِنا وَخَطيئَتِنا بِلا خَجَلٍ، بِنَدامَةٍ وَرَغبَةٍ بشِفاءٍ يُعيدُنا إلى الله.

يا بُنَيَّ، لا يَستَطيعُ طَبيبًا مَهما علا شَأنَهُ أَن يُلزِمَ مَريضًا بِعِلاجٍ أَو دَواءٍ أَو شِفاء، وَلا تَرى طَبيبًا يَمضي إِلى مَريضٍ مِن دونِ طَلَبِ الأَخير، فَهوَ تَلبِيَةً لِحاجَةِ المـَريض، وَلِشُعورٍ مَسؤولٍ مَدفوعٍ بِالمـَحَبَّة يَقومُ بِخِدمَتِهِ الإِنسانِيَّة، فَوقَ وَقَبلَ أَيِّ أَجرٍ مادّي. رُبَّما على المـُستَوى الجَسَديّ أَو النَّفسيّ، لَيسَ الكُلُّ مَرضى، وَلَكِن على المـُستَوى الرُّوحيّ وَالَّذي يَعني العَلاقَةَ بِاللهِ، فَالكُلُّ مَرضى، مِنهُم مَن يَطلُبونَ الشِّفاءَ، فَيَتَصالَحوا مَعَ اللهِ وَأَنفُسِهِم وَالحَياة، وَمنِهُم مَن لا يَطلُبونَ لا الطَّبيبَ وَلا يَسأَلونَ عَنِ العِلاج. فِيَّ تَجِدُ وَجهَ الطَّبيبِ الحَقيقيّ، الَّذي يُبادِرُ إِلى كُلِّ مَريضٍ يَسأَلُ الرَّحمَةَ شِفاءً مِن خَطاياه. فِيَّ تَجِدُ الدَّواءَ، لِأَنّي لا أُعطي خارِجًا عَنِّي، بَل أُعطي ذاتي لِمَغفِرَةِ الخَطايا، وَلِلحَياةِ الأَبَدِيَّة. إِن كانَ العِلاجُ في الأَيَّامِ الماضِيَةِ مُؤلِمًا، اليَومَ أَصبَحَ أَكثَرَ لُطفًا، فَمَعي أَنا الّذي أَجرَحُ وَأَعصِب وَأَشفي، تَعرِفُ أَنَّ شِفائي لَكَ يَعني الخَلاصَ الَّذي بِهِ أُخرِجُكَ مِنَ العَدَمِ الَّذي تُحدِثُهُ الخَطيئَة، إِلى الحَياةِ الَّتي تَنبَعِثُ مِن مَحَبَّتي الفائِقَة. لا تَكُن مِمَّن يَرفُضونَني كَطَبيبٍ مُخَلِّص، بَل كُن مِمَّن يَطلُبونَ الرَّحمَةَ مِنِّي بُغيَةَ الشِّفاء.

بِسَبَبِ مُجالَسَةِ يَسوع للعَشَّارينَ ولِلخَطَأَة، طَرَحَ الفَرّيسيُّونَ السُّؤالَ عَلى تَلاميذِ يَسوع. مِنَ المـُرَجَّحِ أَنَّ الفَرّيسيّينَ لَم يُجالِسوهُم، باعتِبارِ أَنَّهُم يَتَنَجَّسونَ، وَلَكِنَّ فِكرَهُم وَتَعليمَهُم كانَ وما زالَ عِندَ كَثيرٍ مِنَّا، كَيفَ لِيَسوع إِن هوَ ابنُ اللهِ أَن يُجالِسَ الخَطَأَة، وَكَيفَ الكَنيسَةُ تُنشِدُ القَداسَة وَالَّذينَ يَنتَمونَ إِلَيها هُم خَطَأَة؟ يَعودُ جَوابُ يَسوع إِلى البَدءِ إِلى الأَصل. لَقَد خُلِقَ الإِنسانُ لِيَصيرَ فَيكون، وَبِالتَّالي هَو في طَورِ تَكوينِهِ أَي أَنَّهُ لم يَعرِف الكَمالَ وَالقَداسَة بَل يَصبو إِلَيهِما، لِذا هوَ بِحاجَةٍ إِلى الطَّريقِ وَالطَّبيب بُغيَةَ الشِّفاء الَّذي يَعني وَفقَ الكِتابِ المـُقَدَّس، الخَلاصَ وَالخَلق الجَديد. بِقَدرِ ما تَقبَل دَعوَةِ المـَسيح مِثلَ مَتَّى، تَجِدَهُ يُجالِسُكَ وَبِلُطفِهِ وَكَلِمَتِهِ يَشفيك.

رَبّي يَسوع، أَحتاجُ إِلَيكَ كَثيرًا، وَمِثلَ الأَيِّلِ إِلى الماءِ أَشتاقُ إِلَيك. أَتوقُ إِلَيكَ كَثيرًا، مِثلَ الحالِمِ وَالطَّامِحِ وَالسَّاعي إِلى الأُمورِ الَّتي في العُلى. إِلَهي وَجَعي وَأَلَمي صُراخُ قَلبي، جوعٌ وَعَطَشٌ لِأُشفى بِكَلِماتِكَ الطَّيِّبَةِ اللَّطيفَةِ وَالرَّقيقَة، فَتَعالَ وَاجلِس وَالمـُس ما فِيَّ مِن سوءٍ لِأَنَّكَ الرَّحمَةُ الَّتي تَنتَزِعُني مِن رَحِمِ الخَطيئةِ وَالمـَوت فَأَحيا لَكَ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة خميس الأسبوع الثّاني بعد الدّنح ”لا يَحتاجُ الأَصِحَّاءُ إلى طَبيب، بَل الَّذينَ بِهِم سوء“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!