الإنجيل اليومي

خميس الأسبوع الأَوّل بعد الدّنح

موقع Allah Mahabba  خميس الأسبوع الأَوّل بعد الدّنح

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 11: 18. 22 – 30

يا إخوَتِي، بِمَا أَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَخِرُونَ ٱفْتِخَارًا بَشَرِيًّا، فأَنا أَيْضًا سَأَفْتَخِر!

أَهُم عِبْرَانِيُّون؟ أَنا أَيْضًا عِبْرَانِيّ! أَهُم إِسْرَائِيلِيُّون؟ أَنا أَيْضًا إِسْرَائِيليّ! أَهُم نَسْلُ إِبْرَاهِيم؟ أَنا أَيْضًا نَسْلُ إِبْرَاهِيم!

أَهُم خُدَّامٌ لِلمَسِيح؟ أَقُولُ كَمَنْ فَقَدَ صَوَابَهُ: أَنا أَكْثَر! في الأَتْعَابِ أَكْثَر! في السُّجُونِ أَكْثَر! في الضَّرَبَاتِ أَكْثَرُ جِدًّا! في أَخْطَارِ المَوْتِ أَكْثَرُ بِمَرَّاتٍ كَثِيرَة!

تَلَقَّيْتُ الجَلْدَ مِنَ اليَهُودِ خَمْسَ مَرَّات، كُلَّ مَرَّةٍ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَة!

ضُرِبْتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات! رُجِمْتُ مَرَّةً وَاحِدَة! ٱنْكَسَرَتْ بِيَ السَّفينَةُ ثَلاثَ مَرَّات! قَضَيْتُ في عُرْضِ البَحْرِ لَيْلَةً ونَهَارًا!

قُمْتُ بِأَسْفَارٍ كَثِيرَة، كُنْتُ في أَخْطَارٍ مِنَ الأَنْهَار، أَخْطَارٍ مِنَ اللُّصُوص، أَخْطَارٍ مِنْ أُمَّتِي، أَخْطَارٍ مِنَ الأُمَم، أَخْطَارٍ في المَدِينَة، أَخْطَارٍ في الصَّحْرَاء، أَخْطَارٍ في البَحْر، أَخْطَارٍ بَيْنَ الإِخْوَةِ الكَذَبَة!

عَانَيْتُ التَّعَبَ، والكَدَّ، والسَّهَرَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والجُوعَ، والعَطَشَ، والصَّوْمَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والبَرْدَ، والعُرْيَ!

أَضِفْ إِلى ذلِكَ، مَا عَلَيَّ مِنَ الأَعْبَاءِ كُلَّ يَوْم، والٱهْتِمَامَ بِجَميعِ الكَنَائِس!

مَنْ يَضْعُفُ ولا أَضْعُفُ أَنا؟ ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟

وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني!

إنجيل القدّيس يوحنّا 3: 31 – 36

أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع،

وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ.

مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق.

فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب.

أَلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ وقَدْ جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شَيء.

مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.

التأمّل

”يُعطى الرُّوحُ بِغَيرِ حِساب“

عَرَفَ يوحَنَّا المـَعمَدانُ على مُستَوى الإِختِبارِ الرُّوحيّ العَميق، نِعمَةَ التَّمييزِ ما بَين العُلويّ وَالأَرضيّ، ما بَينَ الرُّوحيّ وَالَجَسَديّ، وَقَدَّمَ لِسامِعيهِ الدَّعوَةَ إِلى التَّوبَة، لِقَبولِ حَياةِ النِّعمَةِ الَّتي تَضَعُ الإِنسانَ وَفقًا لِمَجرى تَيَّارِ الرّوحِ القُدُس. مِن مُمَيِّزاتِ تَعليمِ المـَعمَدان، أَنَّهُ بِشَهادَتِهِ الصَّادِقَة بَيَّنَ أَنَّ قُوَّةَ النِّعمَةِ الإِلَهِيَّة الَّتي تُمنَحُ لِلإِنسان، أَو حَتَّى سُلوكَ نَهجِ التَّوبَة الَّذي يَعيشُهُ الإِنسان يَتَّصِلانِ بِشَخصِ الكَلِمَة المـُـتَجَسِّدِ الرَّبَّ يَسوع، فَلَيسا بِقِوىً كَونِيَّة، وَلا بِنَهجٍ تَقَشُّفيّ إِرادي تُحَرِّكُهُ بَعضَ المـَبادِئ ذاتِ الطَّابِع الرُّوحِيّ، فيما هيَ لا تَمِتُّ لِروحِ اللهِ بِصِلَة. إِمَّا يَكونُ مَصدَرُها روحُ الشَّرّ، أَو مِن إِختِراعِ فِكر الإِنسان وَفَلسَفاتِهِ البَعيدَةِ أَقصى البُعد عَن مَعنى وقيمَة الحَياةِ وَغايَتَها المـُتَّصِلَةِ بِالله. مَعَ تَجَسُّدِ الكَلِمَة أُعطِيَ لِوجودِنا الزَّمَني مِلءَ المـَعنى في العَيشِ وَفقًا للخَيرِ الَّذي يَعني مَشيئَةَ الله، وَلَكِن أَضفى عَلَيهِ نِعمَةً أُخرى عَطِيَّةَ الرُّوحِ لِنَكونَ روحانِيِّينَ، فَلا نَحيا فَقَط لِليَوم وَلِلجَسَد، إِنَّما لِلرُّوحِ وَلِلأَبَد.

يَا بُنَيَّ، لِكَي تَحيا وَفقًا لِروحي القُدُّوس، عَلَيكَ فَقَط أَن تَتَعَلَّمَ كَيفَ تَأخُذُ مَوقِفَ الإِصغاءِ الإِيمانيّ، على مِثالِ أُمِّي العَذراءِ مَريَم. وَأَنتَ تُصغي لي، سَتَعرِفُ أَنَّ كَلِماتي لَيسَت كَالكَلِماتِ، بَل هيَ انبِعاثٌ روحِيٌّ يُلامِسُ مَشاعِرَ قَلبِكَ وَيُطَهِّرُ أَفكارَكَ وَيُنَقِّيَها لِتَصبو أَكثَر فَأَكثَر إِلى الخَير وَالحَقّ وَالحُبّ وَالسَّلام وَالحُرِّيَّة. ما أُعطيكَ إِيَّاهُ لَيسَ جِزءًا، وَلا هوَ بِناقِصِ القيمَة، بَل هوَ مِن جَوهَرِ الله الَّذي لا يُجَزَّأُ بِوَحدَتِهِ، إِنَّما فيها قائِمٌ بِفَرادَةِ وَميزَةِ أَقانيمِه الثَّلاثَة. الآبُ بي يُعطيكَ الرُّوحَ القُدُسَ، وَبِالرُّوحِ القُدُسِ تَنمو فِيَّ وَأَنا أَكشِفُ لَكَ عَن وَجهِ الآب، فيما هوَ يَكشِفُ لَكَ عَن ذاتِهِ فِيَّ. لا تَكُن مِمَّن يَعيشون خارِجَ المـَعنى الحَقيقيّ لِحَياتِهِم، بَل عِش وَفقَ الرُّوحِ القُدُسِ وَدَعهُ يُظهِرُ لَكَ ذاتي، وَمَعَهُ تَعَرَّف عَمَّا زُيِّنتَ مِن نِعَمٍ وَوُهِبتَ مِن خَيراتٍ وَبَرَكاتٍ روحِيَّة. فَقط بِقوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ تَكتَشِفُ كَم أَنتَ مَحبوبٌ مِنَ الله، وَكَم أَنتَ كَريمٌ في عَينَيَّ. فَقَط بِقُوَّةِ الرّوحِ القُدُسِ، تُدرِكُ أَنَّ اللهَ في جَوهَرِهِ مَحَبَّة، فَهوَ يُعطي ذاتَهُ لا شَيئًا خارِجًا عَنهُ، لِهذا السَّبَبِ عَينِهِ تَجَسَّدتُ لِأُعطيكَ نِعمَةً تِلوَ النِّعمَة، فَتَنمو بِقَداسَتي وَحَبّي.

يَتَكَلَّمُ يوحنّا صَديقُ العَريس، وَالصَّغيرُ أَمامَ مَن هوَ الكَبير، عَن مَسارِ الحَياةِ الرُّوحِيَّة، الَّتي تَأخُذُ الإِنسانَ مِمَّا هوَ عَلَيهِ من ضُعفٍ وَهَشاشَةٍ وَنَقصٍ لِتَرفَعهُ إِلى ما هُوَ مُقَدَّسٌ وَكامِلٌ وَحَيّ، فَيُشيرُ إِلى أَهَمِّيَّةِ الإِصغاء المـُصَلِّي وَالمـُتَأَمِّل الَّذي يَجمَعُ بَينَ العَقلِ وَالقَلب بُغيَةَ أَن يَكونَ الإِنسانُ حُرًّا في تَجاوُبِهِ مَع دَعوَةِ الله لَهُ.هَكَذا يَحُثُّ سامِعيه عَلى التَّمَوضعِ الصَّحيح أَمامَ حَضرَةِ المـَسيح الكَلِمَة المـُتَجَسِّد، الَّذي يُعطي الرُّوحَ بِغَيرِ حِسابٍ، فَمَن كانَ ساهِرًا لِهَمَساتِ الرُّوحِ وَمَيَّزَها، أُعطِيَ لَهُ أَن يَعرِفَ قُوَّةَ حُضورِ اللهِ ونورِهِ في صَميمِ الظُّلُماتِ الخارِجيَّة. أُعطِيَ لَهُ أَن يُشاهِدَ بِعَينِ الرُّوحِ تَدبيرَ اللهِ وَعِنايَتِهِ لِكُلِّ الكَون. كُن مُصغِيًا وَمُتَجاوِبًا مَعَ عَطِيَّةِ المـَسيحِ لَكَ، أَي روحَهُ القُدُّوس.

رَبِّي يَسوع، تُعطيني وَلا تَأخُذ، وَتَأخُذُني فَأُعطى مِن جَديدٍ إِنسانًا جَديدًا، وَفقًا للصَّورَةِ الأَصلِيَّةِ الَّتي خَلَقتَني عَلَيها لِأَكونَ وَأَصيرَ فيكَ على مِثالِكَ، لا شَكلًا بَل مَضمونًا، لا لِزَمَنٍ مُحَدَّدٍ بَل لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة. أَشُكُرُكَ يا سَيِّدي، لِأَنَّكَ العَطاءُ وَأَنا الجُوعُ وَالعَطَشُ إِلَيكَ، إِملَأني مِنكَ أَكثَر فَأَنموَ فيكَ أَكثَر، حُبًّا وَشُكرًا وَعَطاءً، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة تأمّل خميس الأسبوع الأَوّل بعد الدّنح ”يُعطى الرُّوحُ بِغَيرِ حِساب“  لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!